قالت مصادر مطلعة ل'القدس العربي' إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أبلغ مقربيه أنه لن يترشح لولاية رئاسية رابعة، وأن هؤلاء يضغطون عليه ويحاولون إقناعه بقبول فكرة الترشح، حتى وإن كان وضعه الصحي لا يسمح بذلك، موضحة أن الذين يراهنون على الولاية الرابعة كانوا يتوقعون خروج الجماهير إلى الشارع لمطالبة الرئيس بالترشح، ولكن ذلك لم يحدث. وأضافت المصادر ذاتها أن الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الفترة الأخيرة غير مطمئن، وأن أفراد الطاقمين الطبي الفرنسي والصيني اللذين كانا يشرفان على علاجه رحلوا عائدين إلى بلديهما، مؤكدة على أن الرئيس رفض الاستمرار في عملية إعادة التأهيل الوظيفي بسبب عدم وقوع أي تطور في حالته الصحية، وأنه لهذه الأسباب قرر عدم الاستمرار في الحكم بعد الانتخابات الرئاسية القادمة، ولكن محيطه ما زال يضغط عليه. وأكدت على أن الرئيس بوتفليقة يجد صعوبة حتى في التوقيع على المراسيم والقوانين، وأن الكثير من المراسيم والقوانين التي يتردد بأنه تم التوقيع هذه الأيام على مستوى الرئاسة تحوم حولها شكوك. وذكرت أن عملية جمع التوقيعات التي يتم القيام بها منذ أيام لحساب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ليست قانونية، على اعتبار أن الرئيس لم يحسب استمارات الترشح رسميا من طرف وزارة الداخلية، ولكن الأحزاب المحسوبة على الولاية الرابعة تحاول جمع توقيعات، حتى تظهر للعالم بأسره بأن ترشح بوتفليقة هو مطلب شعبي. وأشارت إلى أنه وقع تخبط كبير وسط فريق الرئاسة بخصوص الانتخابات الرئاسية القادمة، ففي البداية لعبوا ورقة الولاية الرابعة، ثم شعروا بأنها صعبة التحقيق، فبحثوا عن خليفة له، ليناقشوا بعدها فرضية ترشيح اسمين، الأول عبد المالك سلال الوزير الأول الحالي، والثاني عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة الأسبق، ولكن الفرضيتين سقطتا في الماء، بسبب المعارضة التي لقيها كلاهما داخل الفريق الرئاسي نفسه، ليعود هذا الأخير ويلقي بكامل ثقله في لعب ورقة الولاية الرابعة، رغم أن كل شيء يسير عكسها، بما في ذلك الظرف الدولي، أي عدم وجود إشارات إيجابية قادمة من الخارج، ولعل هو الأمر الذي جعل لويزة حنون زعيمة حزب العمال، والتي وبالرغم من إفراطها في الحديث عن اليد الأجنبية والإمبريالية، لتقول في وقت سابق ان الانتخابات الرئاسية يجب أن تكون جزائرية، وانه لا دخل لكيري فيها، في إشارة إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وقد تساءل الكثيرون حول علاقة جون كيري بالانتخابات الرئاسية، ولكن هناك معلومات متداولة في الكواليس تشير إلى أن إلغاء زيارة الوزير الامريكي التي كانت مبرمجة إلى الجزائر في آخر لحظة، له علاقة بموقف واشنطن من الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو الأمر الذي تناهى إلى سمع زعيمة حزب العمال في الجزائر.