قرر كبار قادة المعارضة الجزائرية عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية ، المقررة في ابريل القادم، معتبرين انه ""كل شيء مهيئ"" لفوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي لا يزال يلزم الصمت بشان مشاركته. وسيجري الاقتراع، الذي حددت وزارة الداخلية جولتيه في الثاني والتاسع من ابريل, بدون مشاركة اثنين من اكبر احزاب المعارضة :«التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية»، و«جبهة القوى الاشتراكية». كذلك اعلن عبد الله جاب الله، الذي كان عام2004 مرشح تيار اسلامي معارض, انه لن يشارك في الاقتراع. وقال جاب الله في مؤتمر صحافي، ""في غياب قوى التغيير, ستكون الانتخابات الرئاسية في اتجاه واحد"", معتبرا ان ""كل شيء مهيئ"" لذلك. وكان رئيس «التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية»، سعيد سعدي، اعلن، في15 يناير، ان حزبه لن يشارك في انتخابات قال انها ""مشينة ومهزلة خطيرة"". وقد حصل عام2004 على94 ,1 % من الاصوات. ولم تعلن «جبهة القوى الاشتراكية»، التي اسسها حسين آيت احمد, بعد عن نيتها مقاطعة الاقتراع، كما قاطعت الانتخابات التشريعية عام2007 ، لكن الصحف الجزائرية والمراقبين السياسيين يرجحون عدم مشاركتها في السباق الرئاسي. كذلك رفض الرئيس السابق، اليمين زروال (1995 -98 ) الذي دعته شخصيات سياسية الى الترشح, تلك الفكرة. من جانبه ، اعلن رضا مالك ، المعروف بشخصيته القوية ، انه انسحب من الحزب الذي اسسه (التحالف الوطني الجمهوري) وحتى من الحياة السياسية، بسبب ازمة في ""التعددية الحزبية وحتى في النضال السياسي"". ويبدو ان المجال بات مفتوحا امام بوتفليقة ، الذي انتخب عام، 1999 واعيد انتخابه عام2004، بنسة99 ,84 % من الاصوات. واعلن انه تخلص نهائيا من مشاكله الصحية. وبامكانه الترشح بعد تعديل الدستور في12 نونبر2008 لالغاء بند يحد الولايات الرئاسية الى اثنتين متتاليتين فقط. وبينما لم يعلن بوتفليقة بعد قراره الترشح ام لا لولاية ثالثة, باشرت احزاب التحالف الرئاسي الثلاثة بوضع استراتيجية حملة تهدف الى ""فوز"" مرشحها. والاحزاب الثلاثة، التي تشكل الائتلاف الحاكم هي : «جبهة التحرير الوطني» (قومي) ، و«التجمع الوطني الديموقراطي» (ليبرالي)، و«حركة مجتمع السلم » (حمس اسلامي). وحتى الان اعلن18 شخصا ترشيحهم رسميا ، وسحب12 منهم الاستمارات الضرورية لذلك. لكن وحده زعيم «الجبهة الوطنية الجزائرية» (قومي) ، موسى تواتي، اكد انه استكمل الشروط المطلوبة للترشح. وحتى الآن, لم تعلن زعيمة «حزب العمال » (تروتسكي)، لويزة حنون، التي ترشحت عام 2004 , بعد عن قرارها المشاركة ام لا في الاقتراع. ويجب على المرشحين جمع600 توقيع نواب من25 ولاية من اصل48، او توقيعات 75 الف ناخب في نفس العدد من الولايات في مرحلة غالبا ما تقصي الراغبين في الترشح لافتقارهم الى الهيئات الكفيلة بجمع التوقيعات. وقد يؤدي الفراغ السياسي، الناجم عن غياب الرهان في الاقتراع الى ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت بشكل كبير كما ترى الصحافة الجزائرية. وكان نواب المجلس الشعبي الوطني انتخبوا عام2007 بمشاركة35 % من الناخبين فقط.