تعرضت مدينة سبها عاصمة الجنوب الليبي أمس، لقصف عشوائي بمدافع الهاون وقاذفات الصواريخ من جانب مسلحين من أنصار معمر القذافي. وأسفر القصف الذي طاول أحياء سكنية، عن سقوط 13 قتيلاً وعشرات الجرحى، نقل معظمهم للعلاج في مركز سبها الطبي. ويتوقع ارتفاع حصيلة الضحايا بعد جلاء الموقف. أتى ذلك بعد تعرض مركز اللواء السادس مشاة في الجيش الليبي في المدينة لهجوم مركز من ثلاثة محاور، مهد له المسلحون بقصف عنيف ليل الأربعاء- الخميس. وأكد قيادة اللواء السادس أمس، صد الهجوم واستعادة السيطرة على المناطق المحيطة بالثكنة وإجبار المهاجمين على الانسحاب. وأفيد أن القصف تركز في حي الناصرية في سبها، ما ألحق أضراراً بالمنازل والممتلكات. تزامن ذلك مع سيطرة مجموعة من ثوار الزنتان وصلت إلى المدينة لدعم الجيش، على بوابة قويرة المال في المدخل الشمالي الغربي لسبها. وأفادت مصادر الثوار أن عدد المعتقلين من المسلحين ناهز الأربعين شخصاً، بينهم مرتزقة من التشاد والنيجر. في الوقت ذاته، أعلن ثوار مصراتة سيطرتهم بالكامل على قاعدة تمنهنت الجوية، الأهم في الجنوب الليبي، وتكبيدهم المسلحين خسائر فادحة في الأرواح واعتقال عدد كبير منهم. وأشارت مصادر إلى أن المسلحين لجأوا إلى خديعة بكتابة أسماء كتائب تابعة للثوار على سياراتهم كي يسهل عليهم التحرك. إلى ذلك، أرسلت الحكومة معونات للعائلات النازحة من سبها إلى منطقة أوباري (جنوب غربي) جراء الأحداث في المدينة. ووصلت المعونات أمس، إلى عشرات العائلات النازحة على متن طائرة، بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. على صعيد آخر، تواصل الجدل حول حجب بعض أعضاء المؤتمر الوطني العام (البرلمان) الثقة عن الحكومة من دون توافر النصاب القانوني لذلك. ورأى خبراء قانونيون أن على المؤتمر عقد جلسة لمساءلة الحكومة قبل التصويت على حجب الثقة عنها، فيما أصر حوالى مئة نائب على «شرعية» موقفهم بسحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء علي زيدان، من دون مساءلة. ويأتي ذلك بعد مفاوضات بين الكتل السياسية في المؤتمر دامت أكثر من أسبوع، وفشلت في تأمين النصاب القانوني لتردد عدد كبير من النواب في حجب الثقة من دون توافق على بديل زيدان. وتردد أن المؤتمر يتجه إلى عقد جلسة حاسمة الأحد المقبل إذا تم التوافق على مرشحين لخلافة رئيس الحكومة الحالي الذي يتهمه معارضوه بالفشل في إحلال الأمن ومكافحة الفساد. من جهة أخرى تمكنت قوة تابعة لوزارة الدفاع ليل أول من أمس، من تحرير ديبلوماسي كوري جنوبي خطف في العاصمة طرابلس الأحد. وألقي القبض على أربعة من خاطفي المواطن الكوري هان سيوك وو الذي يرأس «وكالة الترويج للاستثمارات والتجارة الكورية» في ليبيا. وأفادت الخارجية الليبية والسفارة الكورية في طرابلس، بأن الخاطفين هم أفراد عصابة هدفت إلى المطالبة بفدية لقاء الإفراج عن رهينتها.