هيمن الوضع السياسي المحتقن في إقليم كاتلونيا الإسباني على أشغال اجتماع المجلس الفدرالي للحزب الاشتراكي العمالي، المعارض صباح اليوم في مدريد. ووجه الأمين العام، الفريدو روبالكابا، انتقادات حادة إلى رئيس الحكومة وزعيم الحزب الشعبي، ماريانوراخوي، بخصوص كيفية تعاطيه مع الأزمة التي فتحها بعض السياسيين في كاتالونيا والتي باتت تهدد نسيج الوحدة الوطنية، أمام اصرار رئيس الحكومة المستقلة، أرتور ماص، على إجراء استفتاء تقرير مصير الإقليم في شهر نوفمبر المقبل باي شكل من الأشكال، على اعتبار أنه التعبير الأمثل عن الديموقراطية والحرية. وفي تصعيد جديد، صوت البرلمان الكتالاني يوم الخميس الماضي، بأغلبية لصالح الاستفتاء وطلب من البرلمان الوطني منحه الصلاحيات التشريعية لإجراء الاستشارة الشعبية التي لا تحظى بموافقة غالبية الإسبان. وعارض النواب الاشتراكيون،الملتمس وصوتوا ضده لكن ثلاثة أعضاء خرقوا موقف الحزب الاشتراكي في الإقليم، ما جعل القيادة الحزبية المحلية في برشلونة تطالبهم فورا بالتخلي عن المقعد البرلماني الذي يعود للحزب الاشتراكي وليس إلى أشخاصهم، وهو الإجراء الذي ساندته القيادة الأم في مدريد. وكان اجتماع صباح السبت مناسبة أعرب فيها قياديون اشتراكيون عن تثمينهم لموقف الاشتراكيين في كاتالونيا، الداعي إلى الحوار ومد الجسور بين التعبيرات الحزبية والاجتماعية في الأقليم، للتوصل إلى صيغة مرنة تحافظ على وحدة البلاد وترضي المطالب الجهوية المشروعة. ويرى الاشتراكيون في مجملهم أن اليمين الحاكم لا يحسن الأصفاء لرغبات السكان في الاقليم ولا يراعي خصوصياتهم وطموحاتهم الاجتماعية ويعتقدون أي الاشتراكيين أنه آن الأوان لإجراء تعديل دستوري، يعيد هيكلة العلاقة المؤسساتية بين الحكومة الوطنية في مدريد والحكومات المستقلة التي تدير الشأن المحلي بها. ويتخوف الاشتراكيون من المواجهة القائمة بين الحزب الشعبي بزعامة ماريانو، راخوي والمطالبين بالاستقلال بزعامة،أرتور ماص، رئيس الحكومة المستقلة في برشلونة. وليس من المتوقع بأي شكل من الإشكال أن تواق الغرفة السفلى في البرلمان الإسباني على منح صلاحيات التشريع للبرلمان المحلي في برشلونة ليصادق على تنظيم استفتاء يراه كثيرون خطيرا على وحدة وتماسك المملكة الإسبانية ، لأنه مهما كانت مراميه، فلا يمكن إلا أن يتطور في اتجاه الاستقلال التام عن مدريد. ويتحرك رئيس الحكومة راخوي، في الداخل والخارج من أجل تطويق الأزمة في كاتالونيا ، ولا شك أنه اثار الملف أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن ، وكذلك مع رئيس اللجنة الأوروبية ، مانويل باردوصو، الذي زار مدريد أخيرا، كما اجتمع راخوي ، أخيرا بالملك خوان كارلوس، الذي يدعو من جهته إلى التهدئة والحوار، واضعا نفسه فوق التيارات المتصارعة، وخوف كذلك من أن يثور في وجهه المتعصبون الكاتالان . والعرش الإسباني الذي يواجه بدوره أزمات عميقة. وعلى صعيد آخر، اتفق المجلس الفدرالي للحزب الاشتراكي، على انتخاب مرشح الحزب للاستحقاقات التشريعية المقبلة، وهي المرة الأولى التي ستجرى فيها هذه العملية والتي تكون مفتوحة أمام المنتسبين إلى الحزب وعموم المواطنين الإسبان كما هو الشأن في فرنسا.