تحدث المفكر والمؤرخ المغربي عبد الله العروي، عن سلبيات اعتماد الدارجة، لغة للتدريس والكتابة، وذلك في الحلقة الأخيرة من حديثه ليومية " الأحداث المغربية"، في عددها الصادر اليوم الاثنين. وقال العروي "إن السلبية الأساسية لذلك الاعتماد، تتمثل في العبء الاقتصادي. بلد فقير يعاني من مشاكل كثيرة، وتضيف إليه مشكل خلق لغة جديدة، والمورد البشري الذي سيستخدم تلك اللغة، زيادة على المعاهد وتأليف المعاجم والكتب المتخصصة في دراسة هذه اللغة، التي تسعى إلى الانتقال بها من المستوى الشفوي إلى المستوى الكتابي. كل ما ستحققه أنها ستوجد مناصب شغل لكثير من الدكاترة المتخصصين في اللغويات. هذا كل ما ستحققه من العملية برمتها. لهذه السلبيات فأنا مع تعميم الفصحى وتخفيض مستواها حتى تنزل بها إلى أفهام العامة، وبالتالي مغربية العربية الفصحى". وأوضح العروي أن العربية تعاني مشاكل، ولكنها لغة موجودة، وتحمل إرثا ثقافيا كبيرا وغنيا، مضيفا أننا "إذا كنا نعاني من تخلف فكري، فلأن الجديد يصل إلينا بوساطة، وبعد خمس أو عشر سنوات". وختم العروي حديثه بالقول :" كيف لا أغضب وشخص غريب عن المجال يريد أن يفرض رأيه الشخصي على المغاربة، وعلى مستقبل البلاد، فقط لأنه يتوفر على قناة اتصال بأصحاب القرار ، ويريد إلزام الدولة بالتدخل؟ أنا من جهتي لا أريد أن أشارك في هذه العملية الانتحارية، هذه هي عقيدتي في مواجهة هذه الشعوبية الجديدة، وليس الشعبوية".