قدّم الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)،الخميس، تشريحا دقيقا لمشوار المنتخب الوطني الجزائري، خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وأهم العوامل التي ساهمت بشكل مباشر في تأهل الجزائر إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي، والرابعة في تاريخها. وحسب موقع الفيفا، فإن هناك خمسة عوامل ونقاط أساسية كانت وراء تألق المنتخب الوطني خلال مشوار التصفيات الأخيرة، بداية بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، الذي وصفته ب"القلعة الحصينة"، الذي كان أحد أهم العوامل التي سمحت لمحاربي الصحراء بأداء مشوار مميز، والتأهل إلى مونديال البرازيل، حيث لم ترتجف شباك هذا الملعب سوى مرة واحدة طيلة التصفيات، وكان ذلك في المباراة أمام البينين لحساب الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة السابعة، وهذا بتاريخ 26 مارس 2013 . ومن بين عشرين مباراة خاضها المنتخب الوطني بمعقله في ملعب مصطفى تشاكر، خرج منتصرا في 17 منها، وثلاثة تعادلات، لكن من دون أن يمنى بأي هزيمة إلى غاية المباراة الأخيرة، والفوز المحقق أمام بوركينافاسو. جمهور من ذهب إلى جانب الملعب، أشادت الفيفا بدور الجمهور الجزائري الذي كان سندا حقيقيا لفريقه، حيث غصت به مدرجات الملعب ست ساعات قبل انطلاق المباراة، ولم تثنه الأمطار ولا البرد القارس من التنقل بقوة لمساندة فريقه، كما ساعد على رفع الضغط الكبير الذي كان مفروضا على رفقاء القائد مجيد بوقرة، الذي تمكن من افتتاح باب التسجيل وتحرير ملايين الجزائريين. قوي فوق أرضه وصلب خارج قواعده من جهة أخرى، أكد مقال الفيفا بأن المنتخب الوطني كان قويا على أرضه، وفعالا أيضا خارج قواعده، ففي ست مباريات في الدور الثاني من التصفيات، أهدر ثلاث نقاط فقط خارج ملعبه، وذلك عندما سقط أمام مالي 1-2 في المباراة التي جمعتهما بواغادوغو البوركينابية في 12 جوان 2012. وفي ذهاب المباراة الفاصلة كان المنتخب الوطني متعادلا 2-2 حتى قبل خمس دقائق من نهاية المباراة، لولا احتساب الحكم ركلة جزاء لبوركينافاسو. وعلى الرغم من الخسارة، فإن الهدفين اللذين سجلهما المنتخب الوطني خارج ملعبه كانا حاسمين في مباراة العودة. تأهل ثأري للمدرب خاليلوزيتش واعتبرت الفيفا بأن تمكن المدرب البوسني، وحيد خاليلوزيتش، من تحقيق التأهل مع الجزائر إلى كأس العالم، سيكون ثأريا بالنسبة لهذا الأخير، بعد إقالته من تدريب منتخب كوت ديفوار، قبل أشهر قليلة من نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وهذا بعدما خدم لمدة سنتين ونصف السنة بكل إخلاص. وفي هذا الصدد يقول خاليلوزيتش : "لقد شعرت بألم كبير جراء هذا الأمر". فبعد سلسلة من 24 مباراة من دون هزيمة، قرر الاتحاد الإيفواري الاستغناء عن خدماته بعد خسارة الأفيال في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2010 على يد الجزائر. وهو ما جعله يقول بعد تحقيق التأهل أمام بوركينافاسو "إنها أفضل لحظة في حياتي"، مرددا شعار الجزائريين "وان، ثو، ثري، فيفا لالجيري". وفي نفس السياق، أثنى موضوع الفيفا على ما قام به المدرب وحيد خاليلوزيتش مع المنتخب الوطني، معتبرة أن ما تحقق يعود بالدرجة الأولى إلى القرارات الجريئة التي اتخذها المدرب، الذي يركز كثيرا على مسألة الانضباط، حيث لم يتردد بعد قدومه في إبعاد بعض الأسماء التاريخية عن صفوف المنتخب، مثل كريم زياني، عنتر يحيي، نذير بلحاج أو رياض بودبوز، مانحا الفرصة لجيل جديد أبرزهم الثلاثي سفيان فيغولي، إسحاق بلفوضيل، وسفير تايدر. وحسب الاتحاد الدولي، فإن المنتخب الوطني يملك حاليا مجموعة متماسكة ومتضامنة لا يدخل مرماها الكثير من الأهداف، في المقابل تضم مواهب قادرة على إحداث الفارق في الخط الأمامي. جيل جديد وقصة جديدة ويعتبر التأهل الى مونديال البرازيل، حسب الفيفا، جرعة أوكسيجين منعشة بعد النتائج المخيبة التي سجلها المنتخب الوطني على المسرح الدولي. فبعد الغياب عن كأس أمم إفريقيا 2012، أنهى دور المجموعات في "كان" 2013 بجنوب إفريقيا في المركز الأخير. وإذا كان التأهل إلى نهائيات كأس العالم يعتبر إنجازا بحد ذاته، فإن الجزائر لا تريد هذه المرة الاكتفاء بمجرد المشاركة، وهي تشارك للمرة الرابعة في العرس الكروي العالمي. معتبرة بأن الجيل الجديد مطالب في مونديال البرازيل 2014 بتجاوز ما فعله الجيل السابق في مونديال 82، بقيادة رابح ماجر، لخضر بلومي وصالح عصاد، الذي يعتبر المرجع الحقيقي لكرة القدم الجزائرية.