أكد منظمو جائزة ابن رشد الدولية، المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، مساء أمس الجمعة بمراكش، أن هذه الجائزة تعد تكريسا وتكريما لشخصيات من ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط على أعمالها المستمدة من روح فكر رائد قيم الأنسنة عبر التاريخ والزمن المفكر ابن رشد. وأوضح المنظمون أن الدورة الأولى من هذه الجائزة ستسلم للأمير الحسن بن طلال (الأردن) و جون دانيال الرئيس المدير العام لمجلة "نوفيل أوبسرفاتور"، تكريما لهاتين الشخصيتين على مساهمتهما من خلال أعمالهما الفكرية، في التقريب بين ضفتي حوض المتوسط في إطار أنسنة حديثة تحتفي بكونية القيم وتنوع الثقافات. وأبرز منظمو هذه الجائزة، رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش عبد اللطيف الميراوي، وعميد جامعة قرطبة خوسي مانييل نوغيراس، ومدير مرصد البحر الأبيض المتوسط (إيطاليا) محمد ندير عزيزة، خلال ندوة صحفية، أن اختيار هاتين الشخصيتين يعكس، بجلاء، الهدف المتوخى من هذه المبادرة، وذلك بالنظر لمسارهما المتميز ومساهمتهما من أجل فضاء متوسطي منفتح يتعايش فيه الجميع. وأوضح الميراوي أن ابن رشد كان دائما معارضا للأفكار الظلامية والقائمة على التعصب في زمانه، حيث كان فكره مبنيا على التأليف بين العقل والإيمان، مبرزا روح هذه المبادرة التي تعد نداء إلى الجميع للاحتفاء بقيم التسامح والسلام التي روج لها هذا المفكر الكبير. من جهته، أشار عميد جامعة قرطبة إلى أنه من أجل هذه القيم التي تمثلها هذه الشخصية البارزة في تاريخ الفكر العربي الإسلامي في القرن الواحد والعشرين، فإنه لا يمكن إيجاد مرجع أفضل لتكريم شخصيات ساهمت في النهوض بأنسنة جديدة بضفتي حوض المتوسط. من جانبه، أكد مدير مرصد البحر الأبيض المتوسط بإيطاليا إلى أن ابن رشد ساهم إلى جانب مفكرين آخرين ولكن على مستوى أكثر وضوحا، في وضع أسس مفهوم الأنسنة في الفكر العربي الإسلامي، قائلا "اليوم وأكثر من أي وقت مضى، أضحت هناك حاجة إلى بعث رسالته من جديد للوصول إلى العناصر الأساسية التي يمكن أن تساعد الأشخاص في الوقت الحاضر على تطوير أنسنة جديدة قادرة على التقليص من تهديدات التعصب والإقصاء ونشر قيم التسامح وقبول الاختلافات''. وسيقام حفل تسليم جائزة ابن رشد، اليوم السبت، بمراكش بحضور شخصيات مغربية وأجنبية مرموقة. كما أن منظمي هذه التظاهرة أعلنوا، خلال هذه الندوة الصحفية، أن تسليم الجائزة في نسختها الثانية سيتم السنة المقبلة بقرطبة.