لم تؤثر تداعيات الأزمة السياسية التي نشبت مؤخرا بين الجزائر والمغرب، بسبب قضية تدنيس العلم الوطني بمقر القنصلية الجزائرية لمدينة الدارالبيضاء المغربية، بتاتا في مشاعر الحب والأخوة التي يبقى الجمهور الرياضي المغربي، يكنّها للمنتخب الوطني الجزائري، الذي كان وما يزال يحظى بشعبية كبيرة في المغرب، وهو ما لمسناه منذ وصولنا إلى المملكة، ووقفنا عليه هنا بمدينة "الجديدة" الساحلية، وهذا من خلال تجوالنا في شوارعها الجميلة وحديثنا مع أهلها الطيّبين. في كل مكان ذهبنا إليه وبمجرد أن يتم التعرف علينا بأننا جزائريون إلا ويرحّب بنا بطريقة مميزة، وأول ما يقوله المغاربة لنا هو "مرحبا بإخواننا الجزائريين" قبل أن يربطوا تواجدنا في المغرب بوجود منتخب بوركينافاسو في مدينة الجديدة للقيام بتربصه التحضيري، ليبدأ بعدها مباشرة الحديث عن المنتخب الوطني وحظوظه الكبيرة في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل 2014، وهو ما حدث لنا بمجرد وصولنا إلى الأراضي المغربية، عندما إلتقينا بمروان، على مستوى محطة القطار الموجودة بمطار الدارالبيضاء، الذي ومباشرة بعدما شرح لنا كيفية الذهاب إلى مدينة الجديدة، بدأ معنا النقاش حول المباراة القادمة أمام بوركينافاسو، والتي اعتبرها شكلية بالنسبة للمنتخب الوطني الذي سيكفيه هدف واحد من أجل الفوز وضمان التأهل إلى المونديال، وهو نفس ما قاله لنا تقريبا نور الدين، سائق طاكسي على مستوى مدينة الجديدة، والذي قال لنا: "تملكون منتخبا قويا وستفوزون على بوركينافاسو دون عناء كبير"، ولم يختلف الأمر أيضا بالنسبة لرضوان، صاحب محل بالجديدة، والذي قال بأنه متأكد من تأهل المنتخب الوطني إلى المونديال: "أنا متأكد بأن منتخبكم سيتأهل إلى مونديال البرازيل لأنكم تملكون لاعبين ممتازين". مباراة أم درمان ما تزال في ذاكرة الأشقاء المغاربة وبالرغم من مرور أربعة سنوات تقريبا عن مونديال جنوب إفريقيا 2010، ما يزال أغلبية المغاربة يتذكرون ملحمة أم درمان الشهيرة، والمباراة الفاصلة التاريخية التي جمعت بين المنتخب الوطني و نظيره المصري، وكيف تمكن رفقاء عنتر يحيى، من افتكاك تأشيرة التأهل إلى كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا على حساب منتخب الفراعنة. وفي هذا الصدد عادت بنا عائشة، التي التقيناها بأحد المطاعم إلى مباراة أم درمان، مؤكدة مناصرتها للمنتخب الوطني الجزائري، من جهته، قال لنا محمد وهو أحد مشجعي نادي الدفاع الحسني الجديدي، الذي يدربه المدرب الوطني السابق عبد الحق بن شيخة، والذي التقيناه بجوار ملعب الفريق، بأنه لن ينسى مباراة أم درمان وما فعله المنتخب الوطني بالفراعنة آنذاك، متمنيا في نفس الوقت تأهل الجزائر إلى مونديال البرازيل على حساب بوركينافاسو، وهو نفس الشعور الذي تقاسمه معنا محمد، الذي يعمل بفندق "مازاغان بيتش" و الذي طالبنا بضرورة الحذر من المنتخب البوركينابي الذي يملك لاعبين ممتازين. "يا حسراه" على المنتخب المغربي من جهة أخرى، وبقدر الحب ومشاعر الأخوة التي يتحدث بها الأشقاء المغاربة عن المنتخب الوطني، تبقى مشاعر الحسرة والأسف تسيطر أيضا على مشاعرهم اتجاه منتخب بلادهم "أسود الأطلس" الذي خفت بريقه في السنوات الأخيرة، جراء المشاكل اللامتناهية التي يبقى يتخبط فيها، وهذا بالرغم من الأسماء اللامعة التي تزخر بها الكرة المغربية وتضمها التشكيلة.