نوهت الأممالمتحدة بالدور الريادي للملك محمد السادس، وبتعبئة ومساهمة المملكة المغربية في المجال الإنساني، التي أصبحت "تقليدا" و"نموذجا يحتذى". وأشاد نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان إلياسون، في هذا الصدد، بالعاهل المغربي لتعبئة ومساهمة المملكة في هذه القضية النبيلة، منوها ب"الالتزام المتواصل للمغرب الذي يتجاوز عمليات حفظ السلام للانخراط في القضايا الإنسانية الكبرى وأجندات الأممالمتحدة". وكان إلياسون يتحدث في حفل تدشين معرض أقيم بمقر الأممالمتحدة تحت شعار "العمل الإنساني الدولي في المغرب"، والذي يبرز مساهمة القوات المسلحة الملكية في خدمة العمل الإنساني في العالم تحت إشراف الأممالمتحدة، وفي إطار التعاون الثنائي. وفي هذا الصدد، أشار نائب الأمين العام للأمم المتحدة أن المغرب حاضر اليوم في المناطق التي "تعمل فيها الأممالمتحدة"، في إشارة إلى كل من سورية ومالي. كما رحب بالمساعدات الإنسانية التي قدمها المغرب بمخيم الزعتري بالأردن، حيث يعيش عشرات الآلاف من اللاجئين، نصفهم أطفال، حالات من الحرمان والمعاناة، مشيرا إلى أن إقامة مستشفى لفائدة هؤلاء المصابين لا يمكن إلا يكون مبعث ارتياح كبير". وأكد أن إقامة مستشفى آخر بمالي مبادرة تستحق بدورها كل التنويه، مبرزا أن هذا الأمر "يؤكد التزام المغرب في المجال الإنساني". واستحضر إلياسون تجربته الشخصية عندما كان منسقا للطوارئ في الصومال خلال الفترة الممتدة من 1992 إلى 1994، حين "عمل المغرب على إقامة مستشفى ميداني للتخفيف من معاناة الشعب الصومالي". وذكر بأنه "في نهاية مهمة التجريدة المغربية بهذا البلد، وهبت المملكة هذا المستشفى للصوماليين"، حيث تظل ذكرى الملك محمد السادس حاضرة في أذهان الشعب الصومالي . وأضاف أن روح التضامن والتعاطف لا تزال حاضرة إلى اليوم تحت القيادة الإنسانية للملك محمد السادس، الذي يحرص على تلبية كل النداءات، خاصة في إفريقيا . وأبرز أن عاهل البلاد ما فتئ يقدم المساعدات اللازمة كلما دعت الضرورة، خاصة على مستوى إقامة المستشفيات الميدانية، كما هو الحال في الغابون ومالي والنيجر وغزة والكونغو والسينغال وتونس والأردن . حضر حفل افتتاح هذا المعرض، الذي نظمه المغرب، نائب الأمين العام المكلف بعمليات حفظ السلام، دميتري تيتوف، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة المكلفة بالشؤون الإنسانية، كينوغ-وها كانغ، والمستشار الأممي في شؤون الإبادة آدم دينغ، إضافة إلى السفراء المعتمدين لدى الأممالمتحدة. كما حضر هذا الحدث، الذي ينظم إلى غاية 15 نونبر الجاري، وفد عن قيادة الأركان العامة للقوات المسلحة الملكية، ودبلوماسيون وملحقون عسكريون، ومسؤولون سامون بمنظمة الأممالمتحدة، ومنظمات عاملة في المجال الإنساني، إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام.