أجمع زعماء الأحزاب السياسية المغربية، في تصريحات صحفية، على صواب موقف بلدهم المتمثل في استدعاء سفيره من الجزائر للتشاور،عقب " تصعيد غير مسبوق "، في النهج العدائي للنظام الجزائري ضد المغرب. وفي هذا السياق، وصف محند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، قرار الرباط بالقرار "الصائب" ، وقال انه رغم " اننا نعرف موقف الجزائر من قضية وحدتنا الترابية الا أن هذا الموقف عرف، في الآونة الأخيرة ،تصعيدا خطيرا وغير مسبوق". وأضاف العنصر، إن خطاب الرئيس بوتفليقة، الذي تلي في "أبوجا" ينم على أن هناك " نية واضحة للتصعيد والعداء إزاء المغرب ومصالحه "، مشيرا إلى أن المغرب لا يمكن أن يستمر في قبول موقف السلطة الجزائرية هذا. ومن جهته، أكد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن قرار المغرب استدعاء سفيره بالجزائر للتشاور "له تماما ما يبرره في ضوء الموقف العدائي للجزائر إزاء المملكة". وقال بنعبد الله ، في تصريح لنفس الوكالة، " لا يوجد منبر واحد أو منتدى دولي واحد، حكومي أو غير حكومي، لا تشارك فيه الجزائر للتهجم على بلادنا من خلال فبركة بعض الاتهامات الباطلة ، أو شن حملات عدوانية تجاه المغرب، مما يؤكد ضلوع الجزائر في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية". وأضاف أن "هذا الموقف العدائي تكرس في الرسالة التي وجهها بوتفليقة إلى الاجتماع الإفريقي بأبوجا"، معتبرا أن التصريحات التي تضمنتها والموجهة للمغرب "غير مقبولة وتنم عن مغالطات ونية دفينة للإيذاء وفبركة بعض الحجج الباطلة والواهية"، وبالتالي ، يضيف بنعبد الله، فإن "المغرب حرص على إظهار رد فعله إزاء هذا الموقف". وأضاف أن "الوقت قد حان للمجتمع الدولي لكي يدرك أن عناد النظام الجزائري وضلوعه غير المبرر في نزاع الصحراء المفتعل ينبغي أن يتوقف". وأكد أن المغرب، باستدعائه لسفيره للتشاور، "يسعى إلى التعبير عن موقف حازم إزاء نظام الجزائر وليس إزاء الشعب الجزائري، الذي يظل شعبا شقيقا، علما بأن رغبة الشعبين تكمن في تحقيق التعاون خدمة لحاجيات التنمية والديمقراطية". وبدوره، قال محمد ابيض، الأمين العام للحزب الاتحاد الدستوري، إن الجزائر لم تلتقط رسائل السلم التي ما فتئ المغرب يرسلها في إطار حسن الجوار، بل إنها ، مقابل ذلك، تتمادى في نهج سياسة عدائية ممنهجة تجاه المملكة. وأردف ابيض، في تصريح، تعليقا على قرارا المغرب استدعاء سفيره من الجزائر للتشاور إن الجزائر "بنهجها لهذه السياسة العدائية تحاول، يائسة، عرقلة مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي ينخرط فيه المغرب "، مبرزا أن هذه السياسة لن تزيد المغرب القوي بجبهته الداخلية المعززة إلا قوة وصمودا. وأكد السيد ابيض انه أصبح واضحا للجميع سواء داخل المغرب أو خارجه أن الجزائر تستعمل أساليب دنيئة في التشويش على المسيرة التنموية للمغرب انطلاقا من حقدها الدفين على المملكة ، مضيفا أن استفزازات الجزائر المتواصلة بلغت حدا لا يمكن معه للمغرب أن يقف مكتوف الأيدي. وشدد ابيض، من جهة أخرى، على أن المغرب حريص على الحفاظ على العلاقات في إطار المغرب العربي وسياسة حسن الجوار والسلم والتعاون الجدي من أجل بناء فضاء مغاربي .