أوضح بيان لوزارة الخارجية والتعاون ان المملكة المغربية قررت استدعاء سفيرها بالجزائر للتشاور"، فماذا تعني هذه العبارة في اللغة الديبلوماسية؟ "انه شكل من أشكال التصعيد" يوضح ديبلوماسي مغربي ل"كود". هل التصعيد يعني قطع العلاقات الديبلوماسية؟ "استدعاء السفير للتشاور نوع من الرسالة التحذيرية الاخيرة للجزائريين، مفادها: راكم عيقتو دابا أما تكادو معانا واما نقطعوا العلاقات الديبلوماسية" يضيف مصدر "كود".
هذه العبارة تظهر كذلك حسن نية المغرب بإظهاره ان خط الرجعة ممكن.
ما هي المبررات الظاهرة لقرار مثل هذا؟ بيان وزارة الخارجية ربط القرار "بتواتر الأعمال الاستفزازية والعدائية للجزائر تجاه المملكة، لاسيما في ما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية".
ثم فصل البيان ذلك عندما قال "وعلى وجه التحديد، فإن الرسالة التي وجهها يوم 28 أكتوبر الجاري الرئيس الجزائري لاجتماع بأبوجا، والتي اكتست طابعا عدائيا للمغرب، تعكس هذه الرغبة المقصودة في التصعيد، وتؤكد هذا المسعى الرامي إلى العرقلة والإبقاء على وضعية الجمود".
واعتبر ان "المضمون الإستفزازي المتعمد ، والعبارات العدائية للغاية التي تضمنتها هذه الرسالة الصادرة، فضلا عن ذلك، عن أعلى سلطة في البلاد ، تعكس بجلاء موقف الجزائر كطرف فاعل في هذا الخلاف، وتكشف بكل وضوح استراتيجيتها الحقيقية القائمة على التوظيف السياسي للقضية النبيلة لحقوق الإنسان".
لكن هذه هي المبررات الظاهرة فهل هناك مبررات اخرى لموقف تصعيدي مثل هذا؟ نعم يجيب "كود" ممتبع للعلاقات المغربية الجزائرية، ف"التطورات الاخيرة لقضية الصحراء خاصة بعد زيارة المبعوث الأممي الخاص الى الصحراء كريستوفر روس ثم رفع الجزائر لتصعيدها عبر دعم البوليساريو بشكل كبير والحروب الخفية قبيل تقرير المبعوث الأممي الى مجلس الأمن كلها تطورات دفعت بالمغرب الى اعادة التأكيد وهذه المرة بشكل اكثر حدة: بلا ما تعذبو راسكم فمجلس الامن: حل قضية الصحراء بيد الجزائر ولا احد غيرها