دخل "حراقة" جزائريون في إضراب واعتصام مفتوح بوسط مدينة سبتة الإسبانية رافضين دخول المركز الذي خصص لهم، واصفين إياه ب "المحتشد"، بعد أن ظلوا محتجزين داخله لمدة شهرين دون إخلاء سبيلهم ولا ترحيلهم إلى الجزائر. وأفادت وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إيفي" أن احتجاج "الحراقة" الجزائريين مرده إلى رفضهم العيش في مركز الحجز المؤقت للأجانب بسبب الظروف التي تميز هذا المركز الذي وصفه "الحراقة" في لافتات تم تعليقها ب "المحتشد" وليس مركز الحجز المؤقت، حيث ظلوا محتجزين داخله منذ أكثر من شهرين ولم يتم لا ترحيلهم ولا إخلاء سبيلهم. واشترط "الحراقة" الجزائريون، الذين فاق عددهم ال 50 "حراقا"، في رسالة إلى سلطات مدينة سبتة، الواقعة على الحدود المغربية، ضرورة ترحيلهم إلى شبه الجزيرة الإسبانية في القارة الأوروبية، نظرا إلى الظروف القاسية التي يعيشونها داخل المركز ومضايقات واعتداءات الشرطة الإسبانية لهم في المركز وفي ميناء المدينة. ونشر الموقع الإخباري "إلفارو ديجيتال" صورا لاعتصام "الحراقة" الجزائريين بساحة الملوك بمدينة سبتة أظهرت جانبا كبيرا من معاناة "الحراقة"، حيث أظهرت الصور شبابا جزائريين في مقتبل العمر يفترشون الأرض وينامون على الكرتون بلباس أزرق موحد كالمساجين والمجرمين. وأظهرت الصور تعزيزات أمنية كبيرة للشرطة الإسبانية التي حاصرت المحتجين الجزائريين، مخافة حدوث انزلاقات محتملة، خاصة بعد إصرار المحتجين على المكوث بالساحة والمبيت فيها. وفي مفارقة، تحدث ربما للمرة الأولى، أبانت عن انقلاب في الموازين، أذاعت القناة التلفزيونية الإسبانية التاسعة منذ أيام خبر توظيف 96 عاملا في ورشات بناء بالجزائر تابعة لشركات إسبانية من مدينة تشيفا قرب فالنسيا. وهو أمر يحدث لأول مرة في هذا البلد الأوربي نظرا إلى البطالة الخانقة والتي تعتبر الأعلى في أوربا. وأشارت المصادر أنه في اليوم الموالي شهدت وكالة التشغيل المحلية في تشيفا طابورا من 150 شخصا للظفر بفرصة عمل في ورشات البناء في الجزائر، مشيرة إلى أن البطالين منهم من لم يعمل لمدة 4 سنوات نظرا إلى عدم توفر منصب عمل في إسبانيا. وعكست هذه الواقعة مفارقة كبيرة بين شباب جزائريين يبحثون عن عمل أو شبه فرصة في بلد منهك اقتصاديا، وبين مواطنين إسبان فقدوا الأمل في العثور على فرصة في بلدهم، وهموا نحو الجزائر للظفر بهذه الفرصة.