أثار المذيع التلفزيوني المصري الساخر باسم يوسف، غضب أنصار جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدي الجيش. وعاد يوسف لتقديم برنامجه «البرنامج» الذي اشتهر بانتقاد الرئيس السابق محمد مرسي أثناء وجوده في الحكم، بعد أن كان برنامجه قد توقف عن الظهور منذ الإطاحة بمرسي المنتمي للجماعة التي حاولت مقاضاة يوسف بتهم منها إهانة رئيس الدولة. وبينما تقدم نشطاء للنائب العام أمس يطالبون بمحاكمته بتهم الإساءة للجيش، عقب الانتهاء من برنامجه الليلة قبل الماضية، رد المذيع على منتقديه قائلا إن المصريين يتقبلون السخرية التي ترضي مزاجهم فقط، في إشارة إلى رضا القطاعات التي تهاجمه اليوم بما كان يقدمه ضد نظام مرسي في السابق. وفي أول إطلالة لبرنامجه بعد انقطاع نحو أربعة أشهر، أشعل يوسف الجدل السياسي بين المصريين، بسبب تناوله بالنقد كبار المسؤولين في الدولة، من بينهم الرئيس المؤقت عدلي منصور وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السياسي. كما أن الرئيس السابق وبعض قادة جماعة الإخوان التي ينتمي إليها مرسي، لم يسلموا من الانتقادات اللاذعة في «البرنامج» الذي يشاهده ملايين المصريين ويحظى بتعليقات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن الانتقادات التي وجهت للبرنامج في إطلالته الجديدة زيادة جرعة ما عده قطاع من المشاهدين «التلميحات اللفظية الإباحية» في البرنامج. ومع ذلك ينظر جانب من المصريين إلى برنامج يوسف باعتباره برنامجا فكاهيا لا يحتمل بناء مواقف سياسية عليه. وسخر برنامج يوسف من مبالغات الفرقاء السياسيين المصريين بشأن تقدير عدد مؤيديهم، فبينما وصلت المبالغات من الفريق المؤيد للجيش إلى القول إن من خرجوا لتأييد القوات المسلحة والإطاحة بمرسي وصلوا إلى 70 مليون متظاهر، أورد يوسف لقطات لقادة «إخوان» يقولون إن عدد من خرجوا لتأييد مرسي وصل إلى 40 مليونا. وهنا علق يوسف متعجبا بطريقته الساخرة: «إذا جمعنا الرقمين يكون إجمالي المتظاهرين المصريين المؤيدين للجيش ومرسي 110 ملايين». ثم أضاف: «كيف هذا بينما عدد سكان مصر لا يزيد على 85 مليون نسمة». وظل ملايين المصريين الذين شاهدوا «البرنامج» ينتظرون اللحظات التي سيتحدث فيها يوسف عن الجيش وعن السيسي، وعن الرئيس المؤقت منصور، وهو ما عكسته مواقع التواصل الاجتماعي التي انقسمت ما بين مرحب بانتقاد الحكام الجدد على غرار ما كان يجري مع مرسي وجماعته، وبين رافض لانتقاد رموز الدولة خاصة قائد الجيش، بينما ذهب فريق ثالث إلى القول إن «البرنامج» بشكل عام كان حريصا على التعامل بحرص وذكاء مع المؤسسة العسكرية وقائدها الفريق أول السيسي، رغم بعض «القفشات الساخرة». وشغل يوسف اهتمام الناس العاديين والسياسيين والفنانين وامتلأت المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي بصنوف مختلفة من التعليقات المثيرة. وذهب البعض، مثل النائب السابق في البرلمان المصري مصطفى النجار، إلى القول إن برنامج يوسف في ثوبه الجديد يعبر عن الفريق الثالث والشعب الحقيقي الذي ليس مع مؤيدي مرسي ولا مع مؤيدي السيسي. بينما جاء في تعليق الناشطة نوارة نجم على صفحتها على «فيس بوك»، قولها إن «الإخوان» كانوا يحبون باسم يوسف حين كان يقدم حلقاته الساخرة قبل أن يتولى مرسي الحكم، إلا أنه بعد أن تولى مرسي الحكم أصبحوا يهاجمونه، مشيرة إلى أن الذين كانوا يشجعون يوسف ويحبونه بسبب هجومه على مرسي، انقلبوا على «البرنامج» بعد رحيل مرسي، وبدأوا في انتقاده لأنه يسخر من الحكام الجدد. وتقدم نشطاء مصريون أمس بأربعة بلاغات على الأقل ضد باسم يوسف، تتهمه بالإساءة للجيش وإشاعة الفوضى في البلاد. وقال المستشار أحمد الفضالي، أحد مقدمي البلاغات، إنه طالب النائب العام بالتحقيق مع يوسف لأنه يتعمد الإساءة لمصر. كما تقدم ببلاغات مماثلة نشطاء يدعون قائد الجيش للترشح للرئاسة. ومن جانبه أبدى يوسف استغرابه من مهاجمة قطاعات من المصريين له بعد أن كانت تصفق لبرنامجه في عهد مرسي. وكتب على حسابه على «تويتر» قائلا إنه يبدو أن الشعب المصري لا يتقبل السخرية إلا التي ترضي مزاجه فقط.