أمر النائب العام في مصر السبت باعتقال مقدم البرنامج التلفزيوني الساخر "البرنامج" باسم يوسف المتهم بالاساءة إلى الإسلام والرئيس المنتمي إلى الإخوان المسلمين محمد مرسي، كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط. وأوضحت مصادر قضائية لوكالة الأنباء الفرنسية أن عددًا من الشكاوى قد رفعت ضد يوسف. وأفادت المصادر أن يوسف متهم باهانة الإسلام "لسخريته من شعائر الصلاة" في برنامجه وإهانة الرئيس مرسي "بالسخرية من صورته في الخارج". وطلب إحد المدعين اتخاذ اجراءات قانونية بحق يوسف لردع اخرين عن الاحتذاء به بحسب احد المصادر. وقال مصدر بالنيابة العامة ل"بي بي سي" إن أحد مساعدي النائب العام المصري أصدر أمر الضبط والإحضار ضد يوسف، وأوضح أن الأمر صدر دون علم النائب العام الذي يخطر به بعد صدوره حسب الاجراءات القانونية المتبعة. يوسف يغرّد وأكد يوسف بفكاهته المعهودة صدور قرار باعتقاله. واكد في تغريدة على موقع تويتر "أمر الضبط والاحضار صحيح. ساتوجه غدا الى مكتب النائب العام الا لو تفضلوا بارسال بوكس (سيارة شرطة) ليأخذني اليوم ويوفر علينا المواصلات". واشتهر يوسف بانتقاداته الحادة للشخصيات العامة وفكاهته الجريئة. ولم يوفر يوسف في انتقاداته اي مسؤول في البلاد، من مبارك والمقربين اليه إلى الإسلاميين مرورًا بالجيش الذي ادار فترة انتقالية بين المرحلتين. لكن السلطات الجديدة لا تستسيغ هذا النوع من البرامج بشكل خاص، وانضم الفكاهي الى صفوف الكثير من الاعلاميين الذين استهدفوا بقضايا بتهمة اهانة الرئيس. تعهدات مرسي وأفادت منظمة مراسلون بلا حدود "منذ انتخاب (الرئيس المصري) محمد مرسي شهد عدد القضايا ضد الصحافيين ارتفاعا كبيرا". وفور انتشار الخبر عبر عدد كبير من المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي عن غضبهم من أمر اعتقال يوسف وأكدوا أن مرسي لم يصدق في تعهداته باحترام حرية التعبير. وفي الأول من كانون الثاني (يناير) قرر النائب العام فتح تحقيق بحق يوسف. ورفع الشكوى التي أدت إلى فتح التحقيق المحامي رمضان عبد الحميد الاقصري الذي سبق ان قاضى شخصيات سياسية واعلامية. وحمل ازدياد الشكاوى المرفوعة ضد صحافيين على تنامي الشكوك في تعهد الرئيس المصري باحترام حرية التعبير، وهو المطلب الاساسي لثورة 25 يناير التي أدت إلى سقوط الرئيس السابق حسني مبارك في 2011. وفي 27 كانون الاول (ديسمبر) أمر النائب العام الذي عينه مرسي طلعت ابراهيم بفتح تحقيق ضد ثلاثة من قادة المعارضة بتهمة التحريض على الاطاحة بمرسي وهو الرئيس المدني والإسلامي الاول في مصر. لكن المحامي الذي قدم الشكوى سحبها مذذاك. واشتهر يوسف، وهو طبيب، في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط (فبراير )2011 بتقديم برنامج ساخر على شبكة الانترنت. ثم تعاقدت قنوات تلفزيونية خاصة مع يوسف لتقديم برنامجه السياسي، وهو على غرار برنامج ديلي شو للمذيع الأميركي جون ستيوارت، الذي سخر فيه من عدد كبير من رموز السياسة في مصر وبينهم الرئيس مرسي حتى أن بعض زملائه في القناة الخاصة لم يسلموا من انتقاداته. وسخر يوسف في إحدى حلقات البرنامج من استخدام مرسي المتكرر لكلمة "الحب" في خطبه، وبدأ الحلقة بأغنية عاطفية محتضنا وسادة حمراء عليها صورة الرئيس.