أعيد طلاء الجدران المتفحمة من أثر الانفجارات في منشأة عين أميناس للغاز وسد الثقوب الناتجة عن طلقات الرصاص اذ تحاول الجزائر تشجيع العاملين الأجانب على العودة إلى الحقل الواقع بالمنطقة الصحراوية. لكن اللوحة التذكارية السوداء التي تحمل اسم 40 ضحية لقوا حتفهم على يد متشددين إسلاميين هناك تجدد ذكرى هجوم يناير الذي هز ثقة المستثمرين في قطاع النفط والغاز الجزائري. وأشار مسؤولون بمحطة للغاز في عين أميناس الى أن ا لإجراءات الأمنية أصبحت أكثر إحكاما، وتم تجهيز مهبط جديد لطائرات الهليكوبتر لتوفير وسيلة نقل أكثر أمنا وأصبح في المنطقة وجود عسكري دائم. وقال مسؤول جزائري "طائرات الهليكوبتر تطوف بالمنطقة والجيش موجود في كل مكان حول الموقع". غير أن الجزائر أصبحت كجارتيها ليبيا ومصر اللتين تشهدان اضطرابات سياسية إذ بات من الصعب تسويقها لشركات الطاقة الأجنبية.وصارت نسبة العائد على الاستثمار بالمنطقة أقل جاذبية من مناطق أخرى، وهدد متشددون إسلاميون بشن هجمات جديدة في شمال أفريقيا. وتعرضت منطقة المغرب العربي لهزة بسبب الاضطرابات التي تلت ثورات الربيع العربي عام 2011. وكسب متشددون إسلاميون مرتبطون بتنظيم القاعدة أرضية لاسيما في ظل الفوضى التي أعقبت الثورة في ليبيا. وباغتت هجمات اميناس الجزائر وهي مصدر رئيسي للغاز الى أوروبا وعضو في منظمة أوبك وحليف للولايات المتحدة في الحرب على القاعدة.وتتمتع قوات الأمن الجزائرية بخبرة طويلة في مواجهة المتشددين الإسلاميين. وقال مسؤول جزائري رفيع في عين أميناس إن الخطة الأمنية الجديدة نوقشت مع مسؤولين في شركتي بي.بي البريطانية وشتات أويل النرويجية وشركاء قالوا إنهم بحاجة إلى ضمانات ووجود أمني مكثف حتى يعيدوا العاملين. وأصدرت الشركة النرويجية تقريرا الشهر الماضي ذكرت فيه أنها تجاهلت عدة إشارات سبقت الهجوم. وقالت الشركة البريطانية إن التنبؤ بهذا الهجوم كان مستحيلا. وقال السفير البريطاني بالجزائر في سبتمبر إن العاملين في بي.بي قد يعودون قريبا لكنه لم يذكر تفاصيل. وقالت الشركة انها ستدعم عودة المتعاقدين فقط حين يصبح الوضع الأمني مرضيا. وخلال زيارة للموقع في الآونة الأخيرة ظهر جنديان ورجل شرطة،وقد تمركزت دبابة صغيرة عند بوابة الدخول. وتحرك العمال الجزائريون في أنحاء المحطة بالدراجات وهم يرتدون زي العمل الأزرق. وللوصول الى محطة الغاز يمر الزوار على ثلاث نقاط تفتيش عسكرية،ولدخول الموقع ينتظر الزائر مجيء فرد مسؤول عن اصطحابه ثم يحصل على بطاقة هوية قبل الدخول. وقال المسؤول الجزائري إن مهبط الهليكوبتر الجديد سيسمح للأجانب بالوصول إلى داخل الموقع بدلا من قطع مسافة 50 كيلومترا من مطار عين أميناس. وقال مسؤول طلب عدم كشف هويته "سيتم افتتاح المهبط في نوفمبر،ونتوقع عودة العمال الأجانب قبل نهاية العام ربما في ديسمبر". ويعمل أكثر من 800 جزائري في محطة تيقنتورين للغاز حاليا. وكان نحو 120 أجنبيا يعملون في الموقع. وقال مصدر :"لن ننسى أبدا ما حدث. وجوه زملائي الأجانب لا تزال تطاردني." وأضاف "نتوقع عودة نحو 50 عاملا أجنبيا قبل نهاية العام." وحرص عمال الغاز الجزائريون على إبراز نجاحهم في استئناف إنتاج الغاز دون مساعدة من زملائهم الأجانب. وقال مسؤول بالمحطة ل"رويترز" نحن حاليا ننتج 16 مليون متر مكعب يوميا وسنصل الى 25 مليونا الشهر المقبل بعد انتهاء فترة الصيانة." وقال انه يجري تشغيل خطين فقط بالمحطة من اجمالي أربعة خطوط. وأشار العمال الى ظهور احتراق الغاز بالأفق كدليل على عودة المحطة للعمل. وقال المصدر "المسؤولون التنفيذيون الذين زارو الموقع بعد الهجوم أعجبوا بانجاز الفنيين الجزائريين الذين أصلحوا التلفيات واستأنفوا الإنتاج". وأضاف "كان تحديا. لكننا الآن نحتاج عودة زملائنا الأجانب لأننا شركاء."