قبل نهاية العام الحالي، يشهد العالم العربي حدثاً تكنولوجياً ومعرفياً بارزاً، يتمثّل في ولادة مشروع «تاجبيديا» Tagipedia لصنع موسوعة إلكترونيّة مفتوحة على شبكة الإنترنت باللغة العربيّة، ما يجعلها ركيزة يتّكئ عليها الباحثون العرب ويلجأ إليها آلاف من المفكرين والمهتمين بالبحث عن المعرفة في أشكالها كافة. في لقاء مع «الحياة»، أوضح طلال أبو غزالة، وهو رئيس مجموعة «تاج»، أن العمل على إنجاز ما يمكن وصفه ب «الموسوعة العربيّة الأضخم على الإنترنت»، وصل إلى مراحله الأخيرة. وأضاف أن هذا المشروع جاء لعدة أسباب أهمها تدنّي نسبة المحتوى الرقمي العربي، وعدم تناسبه مع أهمية اللغة العربيّة من جهة وحاجات الإنسان العربي معرفيّاً من جهة ثانية. وأشار إلى أن «تاجيبيديا» هي موسوعة رقميّة شاملة مجانية، وتسعى لتكون مرجعاً معرفيّاً وثقافيّاً لمستخدمي الإنترنت في الوطن العربي. وتهدف الموسوعة إلى تطوير المحتوى العربي على الإنترنت وإثرائه، وإبراز مكانة التراث العربي والحضارات العربيّة. وبيّن أن «مجموعة طلال أبو غزالة» («تاج») تبنّت هذا المشروع ليكون أوّلاً من نوعه، بمعنى كونه محيطاً معرفيّاً من جهة، لكنه لا يسمح للجميع بإدخال مقالات ومعلومات، بل يُخضِع المواد التي يستقبلها لعمليات التدقيق والتحقّق، خصوصاً لجهة جعلها خالية من الإساءات الدينيّة والسياسيّة والشخصيّة. مشاكل «ويكيبيديا» أشار أبو غزالة إلى أن المحتوى العربي في موسوعة «ويكيبيديا» Wikipedia المفتوحة، يعاني مشاكل وعيوباً كثيرة كعدم التوثيق وغياب المصادر، ما يرفع نسبة عدم الصدقيّة في كثير من معلوماتها، ويبعدها عن أن تكون مرجعاً موثوقاً للجمهور والبحّاثة. ولفت إلى أن هذه العيوب ساهمت في توجّه مجموعة «تاج» لصنع «تاجيبيديا»، مع التركيز على دقّة المعلومات المتّصلة باللغة والتاريخ والحضارة في المنطقة العربيّة. وذهب إلى القول بأن قيمة هذا المشروع لا تكمن في التكلفة الماديّة، بل في عملية تطوير المعلومات وتجميعها وتدقيقها، على رغم ما تتطلّبه هذه الخطوات من جهد ووقت. وأشار إلى أن المرحلة التي تلي الانطلاق إنما تتمثّل في الاستمراريّة والتطوّر الدائم، لأن «عدم النمو هو بداية الموت»، بحسب كلماته. وبيّن أبو غزالة أن «تاجيبيديا» تنطلق في نهاية العام الحالي محتويّة قرابة مليون معلومة ومقالة مُدقّقة ومُحرّرة، ما يساهم في رفع مرتبة اللغة العربيّة على شبكة الإنترنت علماً بأنها تحتل المرتبة ال28 حاضراً. وتعمل «تاجيبيديا» على تغطية موضوعات علميّة ومعرفيّه ومهنيّة، صُنّفَت في خمسة حقول رئيسية هي: معرفة، مراجع علميّة ومهنيّة، دول ومؤسسات، شخصيّات، أحداث وإنجازات، مع وجود 10 آلاف تبويب وتصنيف فرعي. وتوقّف أبو غزالة عند موضوع الشعر العربي، مشيراً إلى أنّ الشعر القديم يعتبر ثروة لا تقدر بثمن، مع غياب مرجع شامل عنه على شبكة الإنترنت. وذهب إلى القول بأن موسوعة «تاجيبيديا» تتمتع بتصميم مختلف عن موسوعة «ويكيبيديا»، لافتاً إلى أن نظام العمل في الأولى من صنع «مجموعة أبو غزالة لتقنية المعلومات» ومُسجّل باسمها. ولفت إلى أن المجموعة ستفتح باب التبرع بالمعلومات لمن لديه القدرة على إثرائها ببحوث ودراسات ومعلومات. وكذلك بيّن أن المجموعة أعلنت عن «تاجيبيديا» في لبنان، وتعتزم تكرار الأمر نفسه في البحرين، وهي المقر الدولي ل «تاج»، ودولة الإمارات العربيّة المتحدة. وناشد الدول العربيّة كافة بالتبرّع بما تملكه من معلومات إلى «تاجيبيديا» كي تصبح قاعدة أساسيّة لتبادل المعلومات في الوطن العربي. سحابة إلكترونيّة في سياق متّصل، أشار أبو غزالة إلى أن مجموعته تعكف على إعداد مشروع «سحابة طلال أبو غزالة» الإلكترونيّة التي ينتظر أن تُنجَز في 2014. وبيّن أنها الأولى في القطاع الخاص في المنطقة العربيّة، بل أنه لا توجد سوى سحابة إلكترونيّة حكوميّة وحيدة في الدول العربيّة، لافتاً إلى أن هذه السحابة الإلكترونيّة ستحتوي موسوعة «تاجيبيديا» أيضاً. وتناول مشروع «الحقيبة الذكيّة»، مُشيراً إلى أنه قيد البحث المعمّق مع وزارة التربية والتعليم و «مؤسسة الملكة رانيا»، و «مبادرة التعليم الإلكترونيّ»، لافتاً إلى وجود اهتمام واسع بموضوع التعليم الذكيّ في الأردن. وذكّر أبو غزالة بأن مجموعته كانت أول من أطلق جهاز كومبيوتر محمول باللغة العربيّة، وسمّته «تاجي توب»، وشكّل أداة إلكترونيّة مهمّة بأيدي من لا يتقنون سوى اللغة العربيّة.