رفض رئيس الحكومة السابق علي بن فليس الإعلان رسمياً إن كان فعلاً سيترشح في انتخابات الرئاسة الجزائرية المفترض أن تجرى ربيع السنة المقبلة. وشارك بن فليس في ملتقى بالعاصمة الجزائرية في أول ظهور علني له منذ عشر سنوات عندما خسر إنتخابات الرئاسة في مواجهة الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة. وقال مصدر قريب من بن فليس ل «الحياة» إن «رئيس الحكومة السابق سيعلن ترشحه رسمياً (لرئاسة الجمهورية) في القريب العاجل». واستجاب بن فليس، على غير العادة، لدعوة من عائلة أول وزير عدل للجزائر النقيب عمار بن تومي، وشارك في ملتقى أقيم في ذكرى وفاته، وألقى محاضرة أمام عدد كبير من رجال القانون والإقتصاد. وقال بن فليس لصحافيين عندما أنهى مداخلته، إن الوقت ليس مناسباً للحديث في السياسة باعتبار أن المناسبة هي ذكرى وفاة عمار بن تومي. ووعد بأنه سيقدم مداخلات سياسية «في وقتها المناسب». وظهر بن فليس في اللقاء برفقة رجله الوفي كريم يونس الرئيس السابق للبرلمان، واكتفى في محاضرته بالحديث عن «التراث القضائي» الذي تركه عمار بن تومي، منوّهاً بمساره المهني ونشاطه السياسي «الحافل بالتحديات والإنجازات». ولم يكن بن فليس مستعداً للإستجابة للدعوة، على الأرجح، لو لم يكن يحضّر لإعلان ترشحه للرئاسيات المقبلة. وقال أحد القياديين القريبين منه ل «الحياة»: «بن فليس مرشح في شكل رسمي، لكن الإعلان سيكون بعد معرفة نيات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة». وأضاف: «لقد استكمل رئيس الحكومة السابق عملية تنصيب لجان المساندة في الولايات وكل شيء حاضر لإطلاق حملة إنتخابية كبرى». وأعرب عن ثقته في حظوظ بن فليس في كسب تأييد جبهة التحرير الوطني صاحب الغالبية البرلمانية، وقال: «نحن نعتقد أن 80 في المئة من أعضاء اللجنة المركزية ومحافظي الولايات يدعمون علي بن فليس لكنهم يترقبون الضوء الأخضر». وفي سياق متصل، أعلن عمر غول رئيس «تجمع أمل الجزائر» أن حزبه يدعم الرئيس بوتفليقة في الرئاسيات المقبلة. وذكر في تجمع شعبي حاشد أمس في العاصمة أن «بوتفليقة يستحق أن نرد له الجميل ... لقد جنّب الجزائر جحيم الفتن والوهم العربي (الربيع) من خلال حنكته ورجاحة عقله وحلمه الجميل». أما عمارة بن يونس، الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية، فقال الجمعة إنه يدعم بوتفليقة في حال ترشحه لولاية رابعة. وقال بن يونس في افتتاح الجامعة الصيفية للحزب، إن «بوتفليقة هو المرشح الوحيد القادر على إدارة البلاد في هذا الوضع الصعب».