أكد الأستاذ رياض الصيداوي، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف، والباحث في الشأن التونسي والأمني أن أمير جماعة أنصار الشريعة التونسية أبو عياض، يهدد بغزو تونس بنحو 10 آلاف مقاتل انطلاقا من ليبيا. وقال الصيداوي في تصريح ل"الشروق" أنه يستند في تصريحاته لمعلومات أدلى بها عقيد سابق في الجيش التونسي، مشيرا إلى أن أبا عياض يعتزم جمع 5 آلاف مقاتل تونسي، وثوار الزنتان أبدوا استعدادهم لدعمه ب5 آلاف مقاتل ليبي لغزو الجنوب التونسي، مشيرا إلى تراكم عوامل ساهمت في تنامي ظاهرة الإرهاب في تونس في المدة الأخيرة، ومنها ضعف الدولة التونسية، وانهيار ليبيا الكامل، مما جعل السلاح الليبي في متناول التنظيمات الإرهابية، حيث يتسرب للدول المجاورة، ويهدد كل المنطقة، مضيفا أن ترسانة الأسلحة الكيمائية للقذافي، اختفت في ظروف غامضة وإمكانية وقوعها في أيدي هذه الجماعات أمر وارد جدا، وأردف أن تفشي الفقر والبطالة والإغراء بالمال السعودي، ساهم في تجنيد المئات من الشباب التونسي للقتال في سوريا عبر ليبيا، حيث تفيد آخر الإحصائيات حسبه إلى وفاة 1920 مقاتل تونسي في سوريا، ناهيك عن التحاق العشرات بالشبكات الإرهابية في ليبيا ومعسكرات المسلحين باستغلال ضعف المستوى التعليمي والفقر مما سهل تجنيد التوانسة في هذه التنظيمات. وأضاف الصيداوي ان التونسيين المتواجدين حاليا بسوريا، سيشكلون خطرا على تونس في المرحلة القادمة، ويقومون بعمليات إرهابية كبيرة. وعن ارتباط هؤلاء بتنظيم القاعدة المركزي، قال الصيداوي أن التنظيم المركزي انتهى عمليا منذ قصف طورا بورا، وما تعرفه المنطقة إرهاب محلي يستفيد من لافتة القاعدة كماركة عالمية على غرار الكوكا كولا، مشيرا إلى تحصله مؤخرا على فيديو من لجنة الأمن بالبرلمان الفرنسي تؤكد أن المنطقة المغاربية تعيش إرهابا محليا ،لا علاقة له بالتنظيم المركزي للقاعدة، إرهاب مرتبط حسبه بالتهريب والمخدرات. وعن الإجراء الذي اتخذته السلطات التونسية المتعلق بالمنطقة العازلة في الحدود الليبية والجزائرية، قال المتحدث أنه إجراء وقائي من شأنه أن يحد من تسلل الجماعات الإرهابية إلى الأراضي التونسية، حيث ستكون قوات الجيش بشكل مستمر في جولات استطلاعية بالمروحيات والمركبات، وتتعامل بقوة مع كل تواجد مشبوه بالمنطقة، مضيفا أن التضاريس التونسية لا تسمح بتنامي ظاهرة الإرهاب، لأن القوات التونسية تتعامل مع حرب المدن بخلاف التضاريس في الجزائر التي تسمح بتخفي هذه الجماعات، مضيفا أن الشعب التونسي مسالم بطبعه وليس من ثقافته التطرف الديني والعنف.