تصدت قوات مكافحة الشغب، أمس، للمئات من البطالين عبر ولايات الوطن، لمنعهم من تنظيم مسيرات، واكتفى هؤلاء بالتجمع في الساحات وبالقرب من مقرات الولايات، تنديدا بسياسة التهميش والإقصاء والوعود الكاذبة. قررت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين تنظيم حركات احتجاجية أخرى، وهددت بشل الجنوب بشكل تام. شهدت أغلب ولايات الوطن خاصة الجنوبية منها استجابة محتشمة للبطالين، تبعا لنداء اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين. ولم تفلح مساعي النشطاء في الجزائر العاصمة، حيث قامت مصالح الأمن بتطويق ساحة أول ماي والبريد المركزي لمنع تجمع البطالين، في حين شهدت ولايات ورڤلة والوادي والجلفة استجابة معتبرة للبطالين في مسيرتهم. ونقل مراسلو "الخبر" عن منسقي الحركة بأن "الاستفزازات التي سبقت يوم الغضب أثرت على نسبة المشاركة اليوم"، لكن ذلك لم يحل دون تنظيم تجمعات ضمت المئات من البطالين. وقال الناطق الرسمي للجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين الطاهر بلعباس ل"الخبر" انطلاقا من ورڤلة، بأنه على العكس مما قيل فإن "الاستجابة لم تكن محتشمة، بل كانت استجابة واسعة، بالنظر إلى أن التجمعات شملت 25 ولاية، وأجهضت المسيرة في الجزائر العاصمة". وأضاف المتحدث "لقد انضم إلى نداء الاحتجاج ولايات جديدة هي تيارت ووهران وبرج بوعريريج والشلف". وكانت أكبر نسبة استجابة في كل من ورڤلة وغرداية والجلفة والوادي، والتي شهدت أيضا مضايقات أمنية. وقال الطاهر بلعباس: "تجمعاتنا كانت سلمية ولسنا نمارس السياسة مع الإدارة، ولكننا نحذر بأننا قادرون على شل الحركة في الجنوب وحتى غلق الحدود والمطارات وصولا إلى شل المؤسسات البترولية". وقال الطاهر بلعباس إن أكثر من 200 ناشط حقوقي من اللجنة من ولايات الجنوب يتابعون بتهم تتعلق بإثارة الشغب والعنف والتجمهر وأغلب هؤلاء قياديون في اللجنة، وأضاف "سياسة توظيف العدالة لخدمة السلطة بلغت درجة متقدمة، حيث تنتقي العدالة بتوجيه من مصالح الأمن القياديين في الحركات السياسية المناهضة للسلطة من أجل متابعتهم في قضايا هدفها الوحيد هو إشغال هؤلاء". وأضاف المتحدث: "مطالبنا مشروعة في الوقت الذي تكابر فيه الإدارة وتمارس سياسة الهروب إلى الأمام، ولا ترغب في الاستجابة لمطلبنا في الحصول على مناصب عمل. وعن الخطوات المقبلة للجنة، قال بلعباس "لنعقد اجتماعا تقييميا لاحتجاجنا وسنقرر بعدها ما نقوم به للضغط على الحكومة من جديد". للمطالبة بإدماجهم في مناصب دائمة عمال عقود ما قبل التشغيل في وقفة احتجاجية اليوم بالعاصمة يرتقب أن ينظم ما يقارب 600 ألف عامل في إطار عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية اليوم الأحد، وقفة احتجاجية بالعاصمة للمطالبة بإدماجهم ضمن مناصب عمل دائمة، خصوصا بالنسبة لحاملي الشهادات العليا في وقفة احتجاجية شعارها "قادمون للعقود رافضون". دعت اللجنة الوطنية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية المنضوية تحت لواء "سناباب" في بيان لها، تحصلت "الخبر" على نسخة منه، كافة الشباب المستفيدين من عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية للالتحاق بالوقفة الاحتجاجية الوطنية التي ستنظم بشكل سلمي بالعاصمة، تحت شعار "قادمون للعقود رافضون" وذلك في سبيل إجبار الوصاية على فتح باب الحوار وتجسيد المطالب المرفوعة وعلى رأسها إلغاء التوظيف بالتعاقد وتثبيت كافة العمال في مناصب عمل دائمة دون قيد أو شرط، منددين بسياسة القمع التي يتعرضون إليها في وقفاتهم الاحتجاجية، والتهديدات والمضايقات بالفصل عن العمل التي يتلقوها من قبل مديري التشغيل الولائيين، كما صدر في حق المنسق الوطني محمد بولسينة في سكيكدة عندما تم فصله عن العمل في 21 أوت الماضي. ويضيف ذات المتحدث أن الهيئات الوصية بدأت تضغط أكثر فأكثر على عمال وموظفي عقود ما قبل التشغيل، بعد أن لاحظت التعبئة الكبيرة المسجلة خلال الاحتجاجات المنظمة مؤخرا، وأشارت اللجنة الوطنية لعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية، إلى أنها وجهت رسالة صريحة وواضحة للسلطات الوصية من خلال احتجاجاتها السابقة، دعتها فيها إلى ضرورة فتح باب الحوار وإدماج كافة الشباب المستفيدين من عقود ما قبل التشغيل الحاملين لشهادات في مناصب دائمة. مضيفة أن الحكومة لا تزال تنتهج سياسة التماطل بعدم الاستجابة لمطالب مشروعة ومكرسة في الدستور وفقا للمادة 55، وتطالب اللجنة بإدماج كل الشباب المستفيدين من عقود ما قبل التشغيل الحاملين لشهادات والشبكة الاجتماعية في مناصب دائمة دون قيد أو شرط مع تجميد مسابقات التوظيف العمومي إلى غاية توظيف هذه الفئة، بالإضافة إلى احتساب سنوات العمل في الخبرة المهنية وفي منحة التقاعد. سكيكدة: ع. مطاطلة نددوا بمنع مسيرة العاصمة احتجاجات البطالين شملت 7 مدن بالجنوب امتدت احتجاجات البطالين التي دعت إليها اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين إلى 7 مدن في الجنوب، ورغم رمزية الاحتجاجات فإن عدد المشاركين الإجمالي بلغ عدة آلاف، حسب تصريحات ممثلي البطالين. ندد قياديون في لجنة الدفاع عن حقوق البطالين بقرار منع مسيرة العاصمة، وردد مشاركون في مسيرات عدة بعد وصول أنباء منع المسيرة في العاصمة عبارة "يا سلال رانا جايين"، وقال عضو اللجنة محمد نيمو "إذا كانت الحكومة ديمقراطية وتسير وفقا لمصلحة الشعب فلماذا غلق العاصمة هل هذه هي ديمقراطيتك يا سلال؟". وتواصلت الوقفات الاحتجاجية في عدة منطق بالجنوب إلى الساعة الثانية عشرة زوالا، ولم يمنع الارتفاع غير الطبيعي لدرجة الحرارة مناضلي لجنة الدفاع عن حقوق البطالين ومناصريهم من تنظيم وقفات احتجاجية في كل من ورڤلة وغرداية وأدرار وعين صالح وتيميمون وتڤرت، وأدى تنقل العشرات من إطارات لجنة الدفاع عن حقوق البطالين إلى المدن الرئيسية في الشمال ومنها العاصمة للمشاركة في تأطير الوقفات الاحتجاجية التي كان مقررا تنظيمها في مدن 25 ولاية عبر القطر، إلى ضعف تأطير وتنظيم الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها لجنة الدفاع عن حقوق البطالين في معقلها الرئيسي بعاصمة ولاية ورڤلة، رغم هذا فإن المئات حضروا التجمع الذي نظم أمام مقر بلدية ورڤلة في الساحة الرئيسية في المدينة، وندد قياديون في لجنة الدفاع عن حقوق البطالين بورڤلة بسياسة تكميم الأفواه التي تنتهجها السلطة، حيث جندت حسب أعضاء في اللجنة الوطنية مئات المخبرين السريين الذين لا عمل لهم سوى "التجسس على مناضلي اللجنة". وردد المشاركون في مسيرات سلمية في عين صالح شعارات تندد بالسلطات وتطالب بالتحقيق في تجاوزات شركة سوناطراك وتعميق التحقيق في قضايا الفساد، وطالب المشاركون في مسيرة عين صالح بالتفاته للجنوب قبل فوات الأوان. وفي عاصمة ولاية أدرار شارك المئات في اعتصام أمام مقر بلدية أدرار ورددوا عبارات تندد بسياسة حكومة عبد المالك سلال وقراراتها التي هي حسب المشاركين عبارة عن مسكّنات لأزمة تتصاعد في الجزائر ككل. وقال القيادي في الحركة م. قاسمي إن الحركة في أدرار أوفدت عدد من المناضلين للمشاركة في مسيرة العاصمة، وكانت اللجان عبر كل ولايات الجنوب قد أوفدت أعضاء للمشاركة في مسيرة العاصمة التي منعت، وفي مسيرة غرداية شارك عدد من البطالين من عدة بلديات في تجمع نظم أمام مقر محكمة غرداية في وسط المدينة، ورفع البطالون شعارا يقول "نريد عهدة واحدة في سوناطراك"، ونددوا بسياسة الملاحقة الأمنية والقضائية للبطالين. وقال عضو اللجنة الوطنية سويد عبد الكريم "نحن في بلد غني لكن الحكومة تصر على سياسة تفقير الشعب حتى يبقى بعيد عن المطالبة بحقوقه الأساسية"، وقال القيادي في الحركة م.بن ساحة "حتى ولو بقي بطل واحد سنواصل الاحتجاج على حكومة سلال". وردد المشاركون في غرداية رفضهم لسياسة الحكومة التي تقضي بتشغيل بطالي الجنوب في الشرطة وأجهزة الأمن. م. بن أحمد / م. بن على محمد صغير الوادي الاستفزازات التي سبقت "يوم الغضب" أثرت في المشاركة شهدت ساحة الشهيد حمة لخضر بمدينة الوادي أمس تجمع نشطاء لجنة الدفاع عن البطالين بالمنطقة في حركتهم الاحتجاجية ليوم الغضب وسط حضور متواضع للبطالين. وقد رفع هؤلاء لافتات تعبر عن سخطهم ومطالبهم الاجتماعية منها "الثروة الجزائرية لكل الجزائريين". وقد ألقى منسق اللجنة رشيد عوين كلمة بالمناسبة جدد فيها مطالب البطالين في العدالة الاجتماعية والتشغيل. كما نفى عن أعضاء اللجنة تهم العمالة للخارج والخيانة وإثارة الفتنة والانفصالية التي تروجها، كما قال، دوائر سلطوية وإعلامية ضدهم. وذكر بأن نشطاء اللجنة حافظوا على الطابع السلمي للحركة الاحتجاجية منذ بدايتها وطالبت بإرساء دولة القانون والعمل والتنمية والحياة الكريمة. وبدا موقع التجمع شبه خال من التواجد الأمني في زيه الرسمي، لكن مصادر مؤكدة أشارت إلى مرابطة مجموعة من قوات الشرطة مدججة بالعصي في مرفق عمومي قريب من التجمع تحسبا لأي طارئ، وقد غادرت بمجرد انتهاء الحركة الاحتجاجية التي لم تدم إلا نحو ساعة بسبب ارتفاع الحرارة وقلة الحضور. وفي لقاء صحفي مقتضب عقب انتهاء التجمع، أرجع منسق اللجنة الولائية للجنة تواضع مشاركة بطالي الوادي في الحركة الاحتجاجية إلى الاستفزازات والاعتقالات الأمنية ضد نشطاء اللجنة خلال الأيام التحضيرية التي سبقت يوم الغضب، ما جعل جموع البطالين تتخوف من عواقب المشاركة، إلى جانب حملة التعتيم الإعلامي غير المسبوقة عن نشاط اللجنة. الوادي: خليفة قعيد شعارات البطالين في يوم الغضب هتف البطالون في يوم الغضب في عدة ولايات بشعارات جاء فيها "يا سلال رانا جايين"، و"الثروة الجزائرية لكل الجزائريين"، و"نريد عهدة واحدة في سوناطراك"، تعبيرا منهم عن حالة اليأس والغضب الشديد من سياسة الإقصاء والقمع التي تحرمهم من مناصب العمل خصوصا في ولايات الجنوب التي توفر أكبر عدد من مناصب العمل. كما هتف آخرون بقولهم "همنا شغلنا".