أكد الملك محمد السادس، في رسالة وجهها اليوم، إلى الحجاج المغاربة، على ضرورة التزود بالتقوى ، واصفا إياها بأنها خير زاد في هذه الرحلة الميمونة، عملا بقول الله تعالى "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى".كما دعاهم إلى "التحلي بمكارم الأخلاق في موسم عظيم، يجتمع فيه المسلمون من كل حدب وصوب، ليشهدوا منافع لهم. ويجسدوا باجتماعهم هذا أمرين عظيمين متكاملين، الأول التعبير الصادق عن توحيدهم الخالص لله الواحد الأحد. والثاني وحدتهم واعتصامهم بحبله المتين، مهما اختلفت أجناسهم ولغاتهم ومشاربهم". وتلا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، نص الرسالة الملكية، أمام وفد الحجاج، بمطار الرباطسلا، بحضور عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وأوضح العاهل المغربي أن الهدف من وراء الرسالة الملكية، تزويد الحجاج بتوجيهاته، فيما يتعلق بأدائهم "لفريضة من أعظم فرائض الإسلام، وشعيرة من أهم شعائر الإيمان. وذلك على الوجه المطلوب شرعا، في القيام بمناسكه، والالتزام بأركانه وواجباته، والحرص على اتباع سننه ومندوباته". وذكر الحجاج بأن الدين الحنيف أقام "هذا الركن الركين من أركان الإسلام على أساس تجسيد المساواة بين المؤمنين، على صعيد واحد، مع التجرد من المحيط والمخيط، فلا تمييز بينهم بأي اعتبار، ولا تفاوت بينهم في هذا المقام من حيث المراتب والأقدار". " ففي هذا الموسم العظيم، تضيف الرسالة الملكية، يجب أن يجسد المؤمنون معنى المساواة، وقيم التسامح والتلاحم والحوار البناء، ونبذ الخلاف والنزاع، والتمسك بتعاليم الإسلام في الوحدة والوئام، على أساس الوسطية والاعتدال، ونبذ ما يفرق بين صفوفهم من نزوعات التطرف، وتحريف حقائق الإسلام، وقيامه على التضامن وبذل السلام". وحرص العاهل المغربي على تذكير الحجاج ، "بما يقتضيه القيام بركن الحج على الوجه الأمثل، من استعداد نفسي، وأشواق ربانية، وفقه ديني للأركان والشروط، للتجاوب الصادق مع مناسك الحج بقلوب واعية، وآذان صاغية". كما ذكرهم أيضا بوجوب إعمار الحجاج لأوقاتهم في بيت الله الحرام بالأذكار والأدعية والاستغفار، وبأعمال الطاعات والقربات، متسامين عن سفاسف الأمور والخلاف الموقع في المحظور، وكل ما يتنافى مع إخلاص العبادة لله سبحانه. ودعا العاهل المغربي الحجاج إلى التحلي في حلهم وترحالهم، فرادى وجماعات، بفضائل بلدهم المغرب، وتجسيد حضارته وهويته العريقة، التي اشتهر بها أسلافهم، وفي طليعتها حرصهم على التلاحم والوحدة والتعاون، والتشبث بالمقدسات الدينية والوطنية، القائمة على الوسطية والاعتدال، والوحدة المذهبية، والالتفاف حول العرش ، والتجند وراء القيادة ، الساهرة على التنمية والازدهار، والوحدة والاستقرار، ليكونوا سفراء لبلدهم، فيما يتميز به من تقاليد عريقة، وحضور إسلامي أصيل.