يمس داء الصداع النصفي أو ما يطلق عليه ب ال "الشقيقة" 12 إلى 13 بالمائة من الجزائريين أي قرابة الثلث (ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص)، ويعني النساء أكثر من الرجال، كما يسجل عادة عند من هم في أوج العطاء والذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة، علما أن الداء يعيقهم عن النشاط لفترة ويؤثر بالتالي على مردودهم في العمل. أكد البروفيسور ابراهيم داوود أنه يجب أولا تشخيص طبيعة الآلام التي يعاني منها الشخص والتأكد من أنها آلام صداع نصفي، ويكون ذلك طبعا من خلال متابعة طبية للمصاب. علما أن مختلف مستشفيات الجزائر تحوي معاينة خاصة بآلام الرأس و منها الصداع النصفي. و لتشخيص الداء أضاف داود قائلا أنه إذا ما تأكدت إصابة الشخص ب 3 نوبات في الشهر أو آلام رأس مزمنة تدوم 3 إلى 4 أيام وتعيقه عن العمل أو القيام بأي نشاط ، عندها نشخّص الإصابة على أنها حالة صداع نصفي، ليتم بعدها إخضاع المريض إلى علاج معمّق ويتعلق الأمر بمضادات للألم وكذا مضادات للالتهابات، إلى جانب علاجات حديثة أثبتت فعاليتها اعتمدت منذ فترة عبر مختلف الدول ودخلت الجزائر مؤخرا . أما عن المعنيين بهذه الإصابات، أشار داود أنها تمس من تتراوح أعمارهم بين 20 و 40 سنة، أي من هم في أوج عطائهم في مجال العمل مما يؤثر على مردودهم. مضيفا أن الصداع النصفي يعني الأطفال في بعض الأحيان، كما أن هناك عوامل مسببة لنوبات الصداع النصفي مثل البرد والرطوبة وكذا نقص النوم والقلق. من جهته، أكد الدكتور جيرار ميك، اختصاصي أمراض الأعصاب من جامعة ستراسبورغ ب«ليون" الفرنسية، أنه بإمكان التكفل الطبي المبكر بحالات الصداع النصفي أن يؤخر من تطور الحالات إلى صداع نصفي مزمن. كما أشار ذات المتحدث إلى أن مشاهير العالم كانوا عرضة للداء ومن بينهم نابليون بونابرت الذي كان يعاني من صداع نصفي مزمن كان يلزمه الفراش لمدة أيام متتالية. مضيفا أنه يمكن التعرف على الداء في حال تعدد النوبات، حيث يمكننا الحديث عن مرض الصداع النصفي إذا بلغت النوبات 2 إلى 3 نوبات في الشهر. أما إذا زادت عدد النوبات عن 10 في الشهر فيمكن الحديث عن الصداع النصفي المزمن. كما اتفق الدكتور ميك مع البروفيسور داود حول العوامل المسببة للصداع النصفي، مؤكدا على أنه إضافة للعوامل المشار إليها مثل القلق وقلة النوم يعتبر تعاطي الشخص الذي يعاني من الصداع لمضادات الألم بشكل مفرط أحد عوامل الإصابة بالصداع المزمن. وعن مسألة التشخيص والكشف عن الداء، أوضح جيرار ميك أنهم باتوا يعتمدون في أقسام طب الأعصاب بفرنسا على تزويد المرضى باستمارة تحوي 3 أسئلة متعلقة بأعراض الداء وتطوره. مؤكدا أنه إذا توفرت عناصر إجابتين من ثلاثة يجزمون بأن 92 بالمائة من الحالات هي صداع نصفي، وإذا ما تعلّق الأمر بنوبات تدوم أكثر من 10 أيام في الشهر وتتكرر كل 3 أشهر، فالأمر يتعلق بصداع نصفي مزمن.