حمل متعاملو قطاع السياحة بتونس، الصحافة التونسية مسؤولية التراجع الذي عرفته السياحة التونسية، بسبب تهويل الأخبار، وأوضح حبيب بوسلامة نائب الرئيس القومي للجامعة التونسية للنزل، ورئيس الجامعة الجهوية للوطن القبلي، أن السياحة التونسية حقيقة عرفت انخفاضا بسبب سوء تعامل الصحافة مع الوضع، سواء تعلق الأمر بالتونسية أو الأجنبية على حد السواء. وقال بوسلامة في لقاء مع "الشروق" أنه وبعد الثورة حدث خلط بين حرية الإعلام والتجاوز الذي أضر بالسياحة التونسية، مشيرا إلى أن الأصداء من الجزائر تقول بأن الكثير من الجزائريين كانت لديهم رغبة في زيارة تونس من أجل السياحة، غير أنهم تراجعوا بسبب ما تناولته الصحافة التونسية والدولية حول الأوضاع الأمنية بتونس "رغم أن الوضع وكما ترون مستتب"، وأضاف بالقول أنه لا يلوم الصحافة التونسية، لأنها في بداية مشوارها على الانفتاح وستمر بمراحل إلى أن تصل إلى مرحلة النضج الإعلامي . واقترح المتحدث على السلطات التونسية تخفيض أسعار النقل الجوي من وإلى الجزائر بهدف استقطاب أكبر عدد من السياح وتعويض التقليص الحاصل في التوافد البري بسبب الوضع الأمني، مع تأجير طائرات للخطوط الجوية الجزائرية بسعر مخفض، يدفع "صندوق التعويض التونسي" الفارق من عائدات الزبائن، واعتبر المتحدث الأسعار المعتمدة بالنسبة للفنادق والخدمات منخفضة مقارنة بالارتفاع الذي عرفه المستوى المعيشي للتونسيين، حيث لم ترتفع الأسعار منذ عام 2002 رغم انخفاض سعر الدينار التونسي إلى النصف وارتفاع أسعار الغاز والكهرباء إلى الضعف وارتفاع الأجور ب70 في المائة، ودعا المتحدث بالمناسبة إلى خلق عنصر استقطاب لجلب السياح، مطمئنا الجزائريين باستقرار الأمور الأمنية. من جانبه، أوضح المدير العام لفندق "الروايال"، منصف سنوسي، ل"الشروق" أن الفندق حافظ على زبائنه وعاد إلى أرقامه العادية سنة واحدة بعد "ثورة الياسمين"، حيث يواظب الأجانب والجزائريون على زيارته في كل موسم، اصطياف وأصبحوا من المداومين عليه، مع تسجيل زبائن جدد من السوق الروسية التي ارتفعت إلى 20 في المائة، وكذا اليابانيين والآسيويين، وتحسن العائدات ومرتجعات الغرف، ونفى قطعا وجود غياب للأمن، إذ أكد تعزيز الأعوان وتكوينهم في التدخلات الطارئة، مشيرا إلى تقديم عروض خاصة للزبائن الجزائريين والليبيين خصوصا العائلات منهم. وبلغ عدد الوافدين على فندق "الروايال" ذي الخمس نجوم 58493 زبون خلال الفترة بين الفاتح جانفي إلى 31 أوت 2013 ضمنهم 1589 جزائري، أي ما يعادل 2.7 بالمائة، وحسب ما أكده المدير التجاري للفندق، أنيس سويسي فإنه ومقارنة بالعام الفارط عرفت الأرقام ارتفاعا، إذ سجل الفندق خلال الفترة ذاتها 57453 زبون، وأضاف في حديث مع "الشروق" أن عائدات الغرفة ورقم الأعمال عرفا ارتفاعا مقارنة بالعام المنصرم وحتى بالمقارنة مع عام 2010 الذي سبق الثورة، حيث عرف الفندق نسبة حجز بلغت 40 في المائة عام 2010، وارتفع إلى 47 في المائة عام 2012، ثم 50 في المائة عام 2013.