خصصت مجلة "كوريي أنترناسيونال" الفرنسية الشهيرة والمعروفة بترجمة مقالات من مختلف صحف العالم، مقالا حول أسباب تراجع السياحة التونسية بالرغم من توفر البلاد على "مناخ معتدل ومشمس وثمانية مواقع مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي من لدن منظمة اليونسكو". ونقلت الجريدة عن صحيفة "لابريس" التونسية الفرنكفونية قولها، إنه "إذا كانت السياحة التونسية تعيش في مأساة، فذلك راجع بنسبة كبيرة لأننا نتبع سياسة سياحية مأساوية"، حيث أرجعت الصحيفة أسباب الأزمة إلى "خلل بنيوي" في السياسة المتبعة في المجال . واستطردت "لوكوريي أنترناسيونال" في نقل تذمر الجريدة التونسية التي لم تستسغ أن تصبح تونس قبلة "رخيصة"، بعدما كانت رائدة في القطاع السياحي بالمنطقة، معتبرة أن فشل السياسة المتبعة في هذا المجال الذي كان أحد أعمدة الاقتصاد الوطني سيزيد من استمرار "غرقه في الوحل". المجلة الفرنسية نقلت عن جريدة le Temps تصريحا لنائب رئيس الفدرالية التونسية للفنادق اعتبر فيه أن القطاع "في اندحار" مستمر منذ بضعة أشهر. الجريدة التونسية انتقدت هي الأخرى التدبير الحكومي للقطاع ،والذي لم يستطع "مواكبة التحولات الدولية مما جعل تونس تتخلف عن المغرب وتركيا على مستوى البحر الأبيض المتوسط"، مضيفة أن هيمنة أنشطة السياحة الشاطئية تظهر على أن القيمين على القطاع مصرون على الإبقاء على الوضع الراهن في عالم متغير. ونقلت المجلة الفرنسية وجهة نظر يومية فرانكفونية أخرى، جزائرية هذه المرة، وهي يومية "لاليبيرتي" التي أرجعت تعثر السياحة التونسية إلى "الاضطرابات التي عصفت بالبلاد منذ سقوط نظام بنعلي في يناير 2011". وبالرغم من تسجيل ارتفاع في عدد السياح الوافدين بنسبة 1,4 بالمئة مقارنة بالعام الماضي حيث وصل الرقم إلى غاية نهاية يوليوز الماضي 4 ملايين سائح حسب الأرقام الرسمية، فإن اليومية الجزائرية ترى أن الوصول إلى رقم 7 ملايين سائح مع نهاية العام والذي حدده القيمون على القطاع كهدف مسطر يبقى هدفا "طوبويا". وذهبت اليومية الجزائرية أبعد من ذلك حين اعتبرت أن الوضع في تونس "أكثر كارثية مما يبدو عليه" متهمة السلطات التونسية "بتضخيم الأرقام" لكي لا تبدو الأمور في البلاد بتلك المأساوية، مشيرة أن عددا من الجزائريين ممن يعبرون الحدود بشكل يومي بين البلدين أصبحوا يتخذون تونس كمجرد نقطة عبور باتجاه بلدان مثل تركيا وإيطاليا والمغرب حيث تقدم وكالات هذه البلدان "أسعارا مهمة وتنافسية انطلاقا من التراب التونسي". ونقلت "لوكوريي أنترناسيونال" كذلك ثقة المراقبين لوضع السياحة التونسية تفاؤلها بإمكانية عودة هذا القطاع للإقلاع من جديد خصوصا عبر تنويع العرض السياحي، فيما تظل اليومية الجزائرية "لاليبيرتي" حذرة بهذا الخصوص، بالرغم من اعترافها بمجهودات الحكومة في التواصل والدعاية للمنتوج السياحي التونسي، معتبرة أنه ينبغي انتظار استقرار الوضع الأمني للحكم على فرص السياحة التونسية للإقلاع مجددا.