شن عزيز بنعزوز، القيادي في حزب "الأصالة والمعاصرة"، هجوما شديد اللهجة على حزب "العدالة والتنمية"، موجها إليه قائمة من التهم الخطيرة، عندما حل ليلة أمس الأربعاء، ضيفا على برنامج "مباشرة معكم" على شاشة القناة المغربية "الثانية" في حلقة خصصت للدخول السياسي الجديد. واتهم بنعزوز الحزب ذا المرجعية الإسلامية، بكونه يسعى "إلى نسف مؤسسات الدولة" ومحاولة السيطرة على الدولة، قائلا إن قيادييه "مروا إلى السرعة القصوى للسيطرة" عليها، منذ "أن وصلوا إلى الحكومة ". ووجه القيادي في حزب "الأصالة والمعاصرة" التهمة إلى حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية "بعدم الولاء للوطن"، مستشهدا بمواقف الحركة، التي تربطها علاقة وثيقة بالحزب، "مما يجري في مصر، وما وقع في مالي ،وما يجري في سوريا"، إضافة إلى تهمة أخرى بالانتماء إلى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. ولم يسلم رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران من انتقادات القيادي في حزب " الجرار" حيث اتهمه بكونه "رئيس حكومة مزاجي" الطبع، يتعامل في بعض الحالات مع "الرأي المخالف بالتهديد اللفظي"، وهو أمر يقول بنعزوز "غير مقبول من طرف رئيس حكومة ورجل دولة". كما اتهم القيادي في حزب "الأصالة والمعاصرة" رئيس الحكومة "بالتعامل باستهتار" مع مؤسسات الدولة، كالمندوبية السامية للتخطيط ،والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، كما وجه الاتهام للحزب "بانعدام الكفاءة وعدم التوفر على رجال دولة لتسيير ملفات في غاية التعقيد". واعتبر بنعزوز أن رئيس الحكومة "يتعامل بمنطق التستر" حيال مفاوضات تشكيل حكومة جديدة بعد انسحاب حزب الاستقلال من الأغلبية الحكومية، واصفا ابن كيران بأنه "سيتعامل بالمنطق التبريري مع المغاربة وتبني خطاب المظلومية" في حال فشل المفاوضات التي يقودها مع رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار. من جانبها، اعتبرت النائبة عن حزب التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة شرافات أفيلال، أن "هناك محاولات للتشويش على الحكومة " وفرملة أدائها من أجل خلق الانطباع بأنها غير قادرة على تدبير الشأن العام. وقالت القيادية في الحزب التقدمي إن الحكومة الحالية جاءت كتعبير عن الإرادة الشعبية وبالتالي "يجب تركها تعمل". حسن عبايبة،القيادي في حزب الاتحاد الدستوري رد على كلام شرافات أفيلال بالقول، إنه "لا أحد يمكن أن يفرمل عمل الحكومة لأنها كانت تحظى بالأغلبية "، معتبرا أن عدم الانسجام كان من داخل الحكومة التي يوجد داخلها "خلل بنيوي". وفي رد على سؤال مقدم البرنامج الذي سرد كيف أن الحكومة تعتبر أن أهم انجازاتها هو ضمان الاستقرار الذي ينعم به المغرب في ظل منطقة إقليمية مضطربة، رد عبيابة بالقول إن "الاستقرار ساهمنا فيه جميعا"، كما أن الاستقرار "يعني التنمية"، وهو الأمر الغائب مع الحكومة الحالية محذرا من استعمال قضية الاستقرار كمطية "لتكبيل المغرب". وذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس عبد العزيز قراقي في تحليله للمآلات المحتملة للمفاوضات حول تشكيل الحكومة الثانية إلى القول إن حزب التجمع والأحرار سيقبل بالدخول في حكومة جديدة، معتبرا أن موقع الحزب في المعارضة ساعده ليكون فكرة عن مجموعة من القضايا مما سيفيده في موقعه الجديد كجزء من الحكومة إن هو قبل الانضمام إليها. من جانبه قال الصحفي بجريدة "أخبار اليوم" يونس مسكين، أنه يجب تفهم "التكتم الذي يحيط مفاوضات تشكيل الحكومة الثانية" ،مشيرا إلى أن هذه المفاوضات تختلف عن سابقتها حول تشكيل الحكومة الأولى، مذكرا بأن المفاوضات التي أعقبت الانتخابات التشريعية في2011 "كانت تتم في جو من الأمل". إلى ذلك اتفق ضيوف البرنامج على كون استمرار حكومة أقلية لا يتناسب مع دستور 2011، كما أن سيناريو اللجوء لانتخابات سابقة لأوانها في حال فشل المفاوضات حول تشكيل حكومة جديدة ستكون كلفتها باهظة على المغرب، علما أن مختلف مكونات الطيف السياسي واعية بهذه التكلفة. يذكر أن عبد الله بوانو، رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية اعتذر عن المشاركة في البرنامج.