قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشيونال) إن "اختطاف العنود السنوسي، ابنة عبد الله السنوسي، رئيس المخابرات العسكرية في عهد القذافي، بعد إطلاق سراحها من السجن في طرابلس يطرح مخاوف جدية حول سلامتها وحول قدرة السلطات الليبية على حماية المعتقلين الذين احتجزوا على خلفية الصراع المسلح الذي بدأ سنة 2011". وذكرت المنظمة الحقوقية، في تقرير لها نشر اليوم على موقعها الإليكتروني، أن "اختطاف العنود يرخي بظلاله على قدرة السلطات الليبية على ضمان سلامة عدد من المعتقلين"، على خلفية الصراع المسلح الذي كان دائرا بين قوات العقيد معمر القذافي والمسلحين المتمردين، معتبرة أن على السلطات أن "تظهر أن لديها الإرادة السياسة والمقدرة على مواجهة الانتهاكات التي تقوم بها المليشيات المسلحة وتعمل على سيادة القانون وإلا سيستمر الخلل في نظام العدالة" في البلاد. وتساءلت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية :"كيف يمكن للسلطات الليبية الادعاء بكونها قادرة على ضمان محاكمات عادلة، وتطبيق القانون حتى في أكثر القضايا حساسية من الناحية السياسة في حين يظهر جليا أنها غير قادرة على ضمان الحد الأدنى من السلامة للمعتقلين". وأضافت المسؤولة ب"أمنستي إنترناشيونال" أنه يجب أن تكون الأولية بالنسبة للسلطات في البلاد هو ضمان " عدم تعرض العنود للأذى وإطلاق سراحها دون تأخير. يجب عليهم أيضا أن يقوموا بتحقيق مستقل ومحايد في قضية اختطافها وتقديم منفذي العملية أمام العدالة". واعتبرت حاج صحراوي أن "عملية الاختطاف الأخيرة وحالة انعدام القانون السائدة في البلاد تظهر عدم قدرة السلطات الليبية على توفير محاكمات عادلة للقضايا ذات الحساسية السياسية، كقضية عبد الله السنوسي وسيف الإسلام القذافي ،وتؤكد ضرورة تسليمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية". هذا ، وكانت العنود السنوسي قد تعرضت للاختطاف من قبل مسلحين يوم الإثنين المنصرم حوالي الساعة الخامسة بعد منتصف النهار، عند خروجها من سجن البركة المعروف سابق باسم سجن الرويمي، والذي يضم عددا من المعتقلين من المحسوبين على نظام العقيد معمر القذافي. وكان من المنتظر أن يطلق سراح ابنة رئيس المخابرات العسكرية السابق في 8 غشت الماضي إلا أن السلطات أجلت العملية "خوفا على سلامتها". وقام مسلحون يرتدون أقنعة بمحاصرة ثلاث سيارات تابعة للشرطة القضائية كان من المفترض أن ترافق العنود إلى مطار طرابلس حيث كانت تنوي الالتقاء ببعض الأقارب الذي كانوا يعتزمون السفر إلى مدينة سبها جنوب البلاد. ونجح المسلحون في اختطاف العنود السنوسي واقتيادها إلى وجهة غير معروفة ،بالرغم من أن السلطات "ظلت تحضر لإجراءات إطلاق سراحها منذ بضعة أسابيع"، تقول منظمة العفو الدولية. إلى ذلك، ذكر وزير العدل الليبي صلاح المرغني أن التحقيقات جارية لمعرفة مكان العنود السنوسي، موجها النداء إلى "كل الليبين بما فيهم الثوار" للمساعدة في إيجاد ابنة رئيس المخابرات العسكرية السابق.