48 ساعة من الأحداث الساخنة شهدتها الفضائيات المصرية والعربية التي تتابع الشأن المصري المتأزّم كل دقيقة منذ أن فُضّ اعتصاما رابعة العدوية ونهضة مصر فجر الأربعاء الماضي. بشكل عام، لا يمكن تصنيف الأحداث بحسب أهميتها، لأن جميعها يتّسم بالأهمية ولكن في اتجاهات مختلفة. على سبيل المثال، تداول المصريون على نطاق واسع خطاب الأمير الوليد بن طلال الذي قضى بإقالة مدير فضائية «الرسالة» الكويتي المؤيّد للإخوان طارق السويدان من منصبه. قد تكون هذه المرة الأولى التي تُفرج فيها «روتانا» عن مستند بهذه الخصوصية عبر حساب الوليد الرسمي على تويتر، إذ نشر الملياردير السعودي صورة البيان الذي وقّعه، وجاء فيه «لقد ساءني ما اطلعت عليه من آراء نشرتموها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعبّر عن وجهات لكم تُغاير وجهاتنا التي بنينا عليها قناة «الرسالة» الفضائية، إذ أردناها منبراً للوسطية غير منتمية لأيّ حزب ولا لأيّ أفكار جماعة». وكشف البيان «لقد حذرناكم مراراً بضرورة إيقاف تلك التوجهات المتطرفة وغير المقبولة لدينا، لكنّنا لم نلمس ذلك». وكان السويدان أعلن انتماءه إلى الإخوان ومساندة نظام الرئيس المعزول محمد مرسي قبل أسابيع عدة، وبشكل علني و«فجّ»، حسب وصف المعارضين للرئيس المعزول. لهذا، يقول البعض إنّ قرار الوليد صدر بعد كلمة الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الذي أعلن صراحة انحيازه إلى النظام المصري ضدّ الإخوان، فلم يترك أيّ فرصة لبقاء السويدان، وسط توقعات بأن تتخلّص المؤسسات الإعلامية السعودية من أيّ قيادات إخوانية تعمل فيها. ودافع الداعية الكويتي طارق السويدان عن الإخوان المسلمين في مصر، مطالباً الكويتيين بالخروج إلى الشوارع تأييداً للإخوان في مصر ورفضاً للانقلاب، حسب وصفه. أما القنوات المصرية الخاصة الأبرز، على غرار «الحياة»، و«النهار»، و«سي بي سي»، فقد أعلنت مساء الجمعة الماضي استجابتها لاقتراح يقضي بوقف بثّ المسلسلات التركية إلى أجل غير مسمّى، بعد تكرار تدخل الرئاسة التركية في الشأن المصري (الأخبار 17/8/2013). أما «أون. تي. في.» و«المحور» فأطلقتا للمرة الأولى خدمة الترجمة الفورية باللغة الإنكليزية في محاولة للوصول إلى الجمهور الغربي، بعدما تأكّد نجاح الإعلام العالمي المنحاز إلى الإخوان في تشويه قرارات النظام المصري. «أون. تي. في.» دخلت مرتين في «مصارعة» مباشرة على الهواء مع قناة «الجزيرة» في أسلوب هو الأوّل من نوعه يؤكّد حجم الحرب الإعلامية بين الفريقين. فجر السبت الماضي، كانت «الجزيرة» تنقل استغاثات المحاصرين داخل مسجد «الفتح» في القاهرة واتهاماتهم للأمن بمحاول اقتحام المسجد، فقامت «أون. تي. في.» بنقل ما يجري خارج المسجد الذي يثبت أنّ المحاصرين هم الذين بدأوا بالاعتداء. كذلك كرّرت «أون. تي. في.» بثّ مداخلة هاتفية مع مذيع «الجزيرة» أيمن عزام سخر من متّصلة معارضة لمرسي ترفض أكاذيب القناة القطرية. وفي اليوم التالي، ركّزت «أون. تي. في.» على فيديو بثته «الجزيرة انترناشيونال» يظهر فيه مصاب منتم إلى الإخوان، وقد تبيّن إدعاؤه للإصابة أمام الكاميرا. وسط كل هذه الفوضى، تقدّمت قناة «سكاي نيوز عربية» خطوات إلى الأمام، خصوصاً داخل الشارع المصري، حاصدةً الانتشار الذي حققته «الجزيرة» خلال «ثورة يناير»، وبات بعض المصريين يعتبرونها مصدراً مُحايداً للأخبار تليها «بي. بي. سي. عربية» و«العربية».