بعد صور استقباله للوزير الأول، عبد المالك سلال، عادت رئاسة الجمهورية لبث صور جديدة لاستقبال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لرئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح. والملاحظ أن المسؤولين اللذين زارا الرئيس في إقامته المخصصة للنقاهة بالعاصمة هما اللذان استقبلهما في مصحة "ليزانفاليد" قبل أسابيع، أحدهما يمثل رأس السلطة المدنية والآخر يمثل المؤسسة العسكرية، دون وجود لممثل المؤسستين التشريعية والقضائية. استقبل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، بإقامته بالجزائر العاصمة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، الذي قدم له عرضا شاملا عن الأوضاع السائدة في البلاد وعلى الحدود، وفقا لبيان رسمي لرئاسة الجمهورية. وأفاد البيان بأنه وبهذه المناسبة، أعطى رئيس الجمهورية "توجيهات من أجل تعزيز الجهود والإمكانيات لتأمين الحدود". وكان الرئيس قد استقبل أيضا، الأربعاء، الوزير الأول، عبد المالك سلال، وتباحث معه مسائل تتصل بالدخول الاجتماعي بداية من شهر سبتمبر المقبل، وفقا لبيان رسمي. وتعمدت مصالح الرئاسة إحداث تغيير بسيط في مسائل رمزية تخص هندام الرئيس، فقد استقبل سلال في لباس منزلي، لكن صوره مع ڤايد صالح كانت في لباس شبه رسمي، وبدا كأنه يحمل ملفا به أوراق. ومن الجانب الشكلي في الزيارة، فالملاحظ أن الشخصين اللذين زارا الرئيس هما نفسهما اللذان استقبلهما في مصحة "ليزانفاليد" قبل أسابيع في العاصمة الباريسية، ويمثل كلاهما السلطة التنفيذية والسلطة العسكرية، بينما تم تغييب ممثلين عن السلطة التشريعية، والسلطة القضائية، ويمثلهما عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة والعربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني والطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري، رغم أن بوتفليقة استقبل من قبل جميع هؤلاء المسؤولين معا مرة واحدة منذ بداية مرضه في ال27 أفريل الفارط، وذلك في مطار بوفاريك العسكري في ال16 جويلية الماضي أثناء عودته من فرنسا. ويطرح اختيار الشخصيات التي تزور الرئيس بوتفليقة علامات استفهام، هل هو على أساس معيار "الولاء"، أم له صلة بالمحسوبين على السلطة التنفيذية فقط، وذلك من باب غياب الرجل الثاني في الدولة عبد القادر بن صالح عن مثل هذه الاستقبالات المعلن عنها رسميا. فحسب المراقبين، كان الأرجح بالنسبة للسلطة المدنية أن يكون بن صالح مكان سلال، وأن يكون عبد المالك ڤنايزية مكان الفريق ڤايد الصالح بحكم منصبه كوزير منتدب لدى وزير الدفاع. ومع ذلك، فإنه من المحتمل أن تبرمج رئاسة الجمهورية زيارات لمسؤولين مدنيين أو عسكريين أخرين، وربما تكون هذه الزيارات قد تمت أصلا ولم يعلن عنها، إلا أن إصرار الرئاسة على تبيان زيارات كل من سلال وڤايد صالح في أكثر من محطة يحمل أكثر من إشارة حول خارطة "الولاءات" في المرحلة الراهنة. ومهما يكن، فيحتمل أن تكون الزيارتان المتتابعتان مؤشرا على أن عودة الرئيس لممارسة مهامه الرسمية كرئيس للبلاد وما يقتضيه ذلك من نشاط بروتوكولي لن تكون في القريب العاجل، إذ بعد مرور قرابة ثلاثة أشهر ونصف الشهر يبدو أن وضع الرئيس الصحي يتطلب المكوث لأسابيع أخرى للعلاج، ولكن ذلك لا يعني، وفق ما تريد الرئاسة الإشارة إليه، أنه لا يتابع شؤون تسيير الدولة، بدليل تعليماته للوزير الأول بتحضير الدخول الاجتماعي، وهذا يعني طي الحديث عن حالة الشغور.