انضمت جريدة "الباييس" اليومية الإسبانية الواسعة الانتشار ، إلى جوقة المشهرين بالمغرب ، بحجة الاوضاع المزرية التي يعاني منها السجناء الإسبان المدانون على خلفية عدة جرائم بينها وأهمها المتاجرة في المخدرات ، إذ يقدر عددهم حاليا 125 سجينا، أي ان المغرب يحتل الرتبة السابعة بين البلدان التي أدانت وسجنت رعايا إسبان ، خلف جمهورية "البير" التي تستضيف سجونها 303 إسبانيا ، تليها كولومبيا وفرنسا. وفي تحقيق صحافي نشرته "الباييس" يومه الأحد ، بعنوان "سجناء إسبان في المغرب: نحن جانحون ولكننا نعيش مثل الكلاب" فسحت الجريدة صفحاتها لشهادات معتقلين استفاد بعضهم أخيرا من العفو، وأخرى حصلت عليها من داخل السجن بالمغرب حسب ما تقول الجريدة . وترسم تلك الشهادات صورا صادمة وقاتمة عن ما يجري داخل المعتقلات المغربية التي تؤوي محكومين إسبانا ؛ ربما يغلب عليها طابع مبالغات يقصد بها السجناء استدرار عطف سلطات بلادهم لكي تتدخل مجددا لصالحهم أو التأثير على منظمات حقوق الإنسان في إسبانيا ، لكي تثير أوضاعهم لدى الجهات المهتمة . ولم يترك السجناء الإسبان الذين استجوبتهم "الباييس" سيئة إلا ونسبوها إلى المعتقلات المغربية وخاصة في شمال المغرب ، وتحديدا في سجني مدينتي طنجة وتطوان ، باعتبارهما المنطقتين الترابيتين اللتين يتم فيهما اعتقال ومحاكمة المهربين الإسبان، محملين بأطنان من المخدرات في البر والبحر ، على متن شاحنات أو قوارب للصيد . وطبقا لذات الشهادات ، فإن الفساد في السجون ، بلغ مستوى قياسيا ، إذا أضحى دفع الرشوة مفتاح الحصول على بعض "الامتيازات" . وبدل النوم على الأرض ، إلى جانب معتقلين آخرين صفوا كسمك السردين ، فإن بإمكان "السجين" أن يدفع "اتاوة " في حدود 100 درهم ، للسجان مقابل إحضار سرير له ، هذا إذا لم يتعرض نفس السجين لسرقة ما بحوزته من المال من طرف سجناء آخرين يائسين لم يعودوا يهابون العقاب لأنهم يعلمون مسبقا أنهم لن يغادروا أسوار السجن بسبيب طول مدة محكوميتهم. وتنقل ذات الجريدة أصداء ما يقع داخل السجن من مشاجرات عنيفة بين السجناء أنفسهم ومع الحراس ومن الحكايات المثيرة للاستغراب التي تقدمها الجريدة الإسبانية لقرائها ، اشكال الاحتجاج التي يعبر بها السجناء الإسبان ضد السلطات القضائية المغربية كونها مارست تمييزا بينهم ، إذا بدل أن تطلق سراح من يستحقون الاستفادة من العفو من وجهة نظرهم فإن المغرب حرر مدانين خطرين مثل الوحش "غالفان" وآخرين ضالعين في تجارة المخدرات والممنوعات .ويضيفون أنه بات مستحيلا في الظروف الحالية ترحيلهم إلى إسبانيا لإكمال عقوبتهم هناك ، بناء على الاتفاقات القضائية المبرمة بين إسبانيا والمغرب . ويثيرون في هذا الصدد، عائقا أخرى يتمثل في قيمة الغرامات المالية المحكوم بها ، الواجب اداؤها قبل مغادرتهم السجون المغربية . ويستغربون كيف أن المغتصب الوحش "غالفان" مطالب بأداء تعويض 4000 يورو، لكل ضحية من ضحاياه القاصرات ، بينما يرتفع المبلغ كثيرا بالنسبة للمحكوم عليهم في قضايا مخدرات. ويتحدث الإسبان عن حالة الخوف التي تسكنهم في السجون ، كونهم يخالطون معتقلين يائسين من الحياة ، مستعدين لارتكاب أية أفعل عنيفة ، إذ بينهم الحمقى والمجانين والمرضى النفسانيون ويضيف سجناء حسب رواية "الباييس" إن 100 يورو التي تدفعها السفارة الإسبانية في المغرب شهريا ، لكل سجين إسباني ،كمساعدة ، ينفقها هؤلاء في شراء السجائر والطعام لوازم أخرى يحتاجونها ، فضلا عن رشاوى لحراس السجن ، مشيرين إلى أن ما يشترونه من أكل وسجائر يتعرض للسرقة من طرف سجناء مستعدين لفعل أي شيء لان ليس لهم ما يخافون منه أو يفقدونه.