أكد الوزير الأول عباس الفاسي الذي يمثل العاهل المغربي الملك محمد السادس في أشغال الدورة الثانية للمنتدى الدولي "دكار-فلاحة 2011"، اليوم الاثنين بدكار، أن المغرب مستعد لوضع تجربته في المجال الفلاحي رهن إشارة البلدان الإفريقية، وخاصة بلدان غرب إفريقيا التي تواجه تحديات الأمن الغذائي وتحديث وسائل الإنتاج. وقال الفاسي "يشرفني أن أمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذه التظاهرة المهمة التي تجمع رؤساء دول وحكومات إفريقية حول موضوع ذي راهنية كبيرة، وأن أتلو رسالة جلالته الموجهة للمشاركين فيها"، موضحا أن المغرب سيقدم خلال هذا اللقاء تجربته النموذجية في مجال تنمية القطاع الفلاحي لتحسين جودة وكمية المحاصيل. وأبرز الوزير أن الخبراء المغاربة سيستعرضون بدكار، على الخصوص، مضامين المخطط الطموح "المغرب الأخضر" الرامي الى إقلاع القطاع الفلاحي وجعله محركا لنمو الاقتصاد الوطني، وخاصة الركائز الأساسية لهذا المخطط كتطوير تقنيات الري واتخاذ مختلف التدابير لتحسين الإنتاج كما وكيفا قصد الاستجابة لحاجيات السوق الوطني وتلبية متطلبات التصدير. وأكد أن الاستراتيجية الوطنية لتطوير القطاع الفلاحي ظلت مرتبطة على الدوام بأهداف التنمية المستدامة ومكافحة الفقر، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على العديد من تجارب التعاون المثمرة مع مختلف الشركاء الدوليين كالبنك الدولي والاتحاد الأوروبي. ومن جانبه، أشار وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش الذي سيترأس خلال هذا اللقاء ورشة حول موضوع "كيف نغذي العالم?"، إلى الأهمية التي تكتسيها هذه التظاهرة بالنظر إلى الظرفية التي تنظم فيها. ويأتي منتدى دكار في سياق يتسم على الخصوص بارتفاع أسعار المواد الغذائية وشبح التهديدات التي تخيم على الأمن الغذائي في مختلف جهات العالم. ويتيح لقاء دكار الفرصة لإجراء نقاشات بالنسبة لدول الجنوب بهدف تبادل الآراء حول هذه التحديات وخاصة إعداد مقترحات مشتركة تهم قضية (الحكامة الفلاحية) ،سيتم رفعها للاجتماع المقبل لمجموعة العشرين الفلاحية التي ستنعقد بعد شهرين من الآن. وأكد أخنوش، أن تظاهرة (دكار فلاحة) ستكون مناسبة أيضا لاطلاع المشاركين على (مخطط المغرب الأخضر) الذي بدأ ،بعد ثلاثة سنوات من إطلاقه، يعطي ثماره في ما يتعلق بتحديث القطاع وتحسين الجودة سواء بالنسبة للسوق المحلي أو بالنسبة للتصدير. وشارك عباس الفاسي وعزيز أخنوش في حفل افتتاح هذا المنتدى بحضور الرئيس السينغالي عبد اللاي واد وعدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة. ويجمع ملتقى دكار، المنعقد بعد شهرين من اجتماع مجموعة العشرين الفلاحية،رؤساء دول ووزراء وفلاحين وخبراء بارزين في قضايا التنظيم والحكامة الفلاحية العالمية. وتهدف هذه التظاهرة المنظمة بمبادرة من الرئيس واد وبتعاون مع (حركة من أجل المنظمة العالمية للفلاحة) إلى تقديم عناصر وأجوبة لقضايا أساسية تهم الفلاحة. ويناقش المشاركون في المنتدى عدة محاور من قبيل "على أي مبادئ يمكن أن ننظم الاسواق الفلاحية بهدف تفادي الازمات الغذائية وتفادي الأزمات الفلاحية المتكررة" و "آليات التسيير والتعاون الدولي التي يتعين تفعيلها لتحسين الأمن الغذائي ومحاربة الفقر". وحسب المنظمين، فإن خلاصات المنتدى ستمثل أرضية أساسية للمفاوضات الدولية التي بدأت في إطار مجموعة العشرين برئاسة فرنسا.