بصوته المفعم بالشجن، وبحيويته التي اشتهر بها، فوق الخشبة، وبمضامين أغانيه الملتزمة وجدانيا وإنسانيا،أطل المطرب المصري محمد منير،ليلة أمس، على جمهور مهرجان "موازين..إيقاعات العالم" بالرباط. "علي صوتك بالغناء": النداء من منير، والتجاوب من الجمهور، الذي بدا منتشيا، وهو يعيش لحظات من المتعة على جناح النغم القادم من منطقة النوبة، جنوب مصر. كانت السعادة بادية على ملامح "الكينغ"، وهو ينصهر في بوتقة الأداء بمنتهى الإحساس، مرددا باقة من الأغاني ، التي تجمع بين التراث النوبي الموغل في القدم، والإيقاع الغربي. وبين الحين الأخر، وبين قطعة وأخرى،كان يحلو لمطرب أغنية " وسط الدايرة"، أن يوجه أكثر من تحية لتاريخ وحضارة هذا البلد، الذي يستقبله دائما بكل الحب، ويحتضنه بكل الود،احتراما وتقديرا لتجربته الفنية الملتزمة التي لم تنجرف وراء التيارات السائدة في عالم الأغنية العربية الحديثة، اللاهثة وراء السطحية والخواء الفكري. وفي غمرة غنائه، لم يفت منير أن يستذكر أصواتا مغربية بصمت المشهد الفني بعطاءاتها وإبداعاتها، متوقفا عند أسماء معينة، مثل عبد الوهاب الدكالي وعبد الهادي بلخياط ونعيمة سميح. و للتعبير عن حبه لمنطقة المغرب العربي ، التي استشهد بها أكثر من مرة في سهرته، وفي بادرة ذات رمزية تنم عن الوفاء، أدى منير أغنية المطربة الجزائرية الراحلة وردة "حكايتي مع الزمان" التي ردد معه الجمهور بعض مقاطعها، خاصة وأن صاحبتها تحظى بشعبية في المغرب، وسبق لها أن شاركت في إحدى دورات مهرجان " موازين" بالرباط. وكان مسك ختام سهرة منير ، وهو يودع بتلويحة من يده، جمهور منصة الأغنية الشرقية بالرباط، أغنيته " سو ياسو" التي تفاعل معه الحاضرون، علما بأنها من أقدم القطع التي صنعت شهرته، ووسعت دائرة سمعته في الوطن العربي الكبير.