سلم مستشار العاهل المغربي الطيب الفاسي الفهري٬ اليوم الخميس بموسكو٬ وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف٬ رسالة من الملك محمد السادس الى الرئيس فلاديمير بوتين. وصرح وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ سعد الدين العثماني٬ أنه تم إبلاغ وزير الخارجية الروسي٬ "الموقف المغربي الرافض تماما لأي توسيع لصلاحيات (المينورسو) لتشمل حقوق الإنسان أو لأية مراقبة دولية لحقوق الإنسان في الصحراء٬ لأن الصحراء مغربية". وأكد الوزير على أنه "يجب أن تكون هناك قيادة واحدة ومسؤولية واحدة من البداية الى النهاية٬ وموقف المغرب صارم دائما كلما تعلق الأمر بسيادته الوطنية"،وفق وكالة الأنباء المغربية الرسمية. وقال العثماني إن اللقاء ناقش٬ إضافة لذلك٬ القضايا المتعلقة بالأمن في منطقة الساحل والصحراء٬ والوضع السوري٬ والتوازن في العلاقات الدولية. وأكد الوزير أن المغرب يعتبر الشريك التجاري الاول لموسكو في إفريقيا والعالم العربي٬ مما يجعله يتبوأ موقعا استراتيجيا مهما بالنسبة لروسيا في المنطقة. ومن جهته،قال الطيب الفاسي الفهري، في تصريح للصحافة عقب جلسة عمل عقدها مع الوزير الروسي وفد مغربي رفيع مبعوث من طرف الملك٬ محمد السادس،إن الرسالة الملكية "تندرج في إطار التشاور المستمر بين قائدي البلدين٬ وتؤكد إرادة تطوير العلاقات الثنائية وتعميق وتوسيع الشراكة والتشاور السياسي". وأضاف الفاسي الفهري أن المحادثات خلال اللقاء همت آخر تطورات ملف الصحراء المغربية٬ حيث أكد الجانب الروسي دعم المسلسل التفاوضي في نطاق المعايير المحددة من طرف مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة. وأوضح أن العلاقات المغربية الروسية ما فتئت تتعزز وتتوسع في مختلف الميادين٬ خاصة منذ الزيارة التاريخية للملك إلى موسكو سنة 2002 التي أعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية في نطاق الشراكة الاستراتيجية٬ ومنذ زيارة الرئيس بوتين للمغرب سنة 2006. وأشار إلى أن أنه تم٬ أيضا٬ خلال هذا اللقاء٬ التباحث بشأن القضايا الراهنة على الصعيدين العربي والدولي٬ "وما يجري حولنا حاليا في منطقة الساحل والصحراء من تهديدات قوية من طرف جماعات متطرفة تهدد الأمن والاستقرار"٬ مبرزا أن روسيا تتابع بكل اهتمام التطورات في المنطقة الافريقية وفي العالم العربي. وضم الوفد المغربي٬ إضافة إلى السيدين الفاسي الفهري والعثماني٬ السيد محمد ياسين المنصوري المدير العام للدراسات والمستندات. حضر اللقاء سفير المغربي بروسيا الاتحادية٬ السيد عبد القادر الأشهب.