لجأت الدبلوماسية الرسمية المغربية إلى دول تحظى بأدوار وازنة داخل مجلس الأمن الدولي، باعتبارها صاحبة عضوية دائمة في المجلس وتملك حق النقض "الفيتو"؛ وهي روسيا وبريطانيا، وذلك بعد المستجدات التي طرأت على قضية الصحراء باقتراح الولاياتالمتحدةالأمريكية قبل أيام قليلة مسودة قرار يتيح لبعثة الأممالمتحدة "المينورسو" توسيع مهامها لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، وهو ما لم يرق لأعلى سلطة في البلاد. وعرض وفد مغربي رفيع المستوى ضم كلا من المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري، ووزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، ومدير إدارة الدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري، يوم أمس، على روسيا حيثيات موقف المغرب الرافض لتوسيع صلاحيات "المينورسو". وسلم الطيب الفاسي الفهري، في السياق ذاته، رسالة إلى وزير الخارجية الروسي سرغي لا فروف بعثها الملك محمد السادس إلى الرئيس فلاديمير بوتين حول "التشاور المستمر بين قائدي البلدين، وإرادة تطوير العلاقات الثنائية وتعميق وتوسيع الشراكة والتشاور السياسي" وفق تصريحات المستشار الملكي للصحافة. وصرح العثماني لوسائل الإعلام بأن الوفد المغربي أبلغ روسيا "رفض المغرب الحاسم لأي توسيع لصلاحيات "المينورسو" لتشمل حقوق الإنسان، أو لأية مراقبة دولية لحقوق الإنسان في الصحراء، لأن الصحراء مغربية". وشدد وزير الخارجية المغربي على أنه "ينبغي أن تكون هناك قيادة واحدة ومسؤولية واحدة من البداية إلى النهاية، وموقف المغرب صارم دائما كلما تعلق الأمر بسيادته الوطنية"، قبل أن يلفت إلى العلاقات المتميزة التي تجمع الرباط بموسكو، وإلى كون "المغرب يعتبر الشريك التجاري الأول لموسكو في أفريقيا والعالم العربي، مما يجعله يتبوأ موقعا استراتيجيا مهما بالنسبة لروسيا في المنطقة". وفي سياق ذي صلة زار وفد مغربي رفيع المستوى مبعوث من طرف الملك محمد السادس، قبل أيام قليلة، العاصمة البريطانية لندن حيث أجرى جلسة عمل مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، كما تم تسليم رسالة من الملك إلى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وافاد وزير الخارجية البريطاني، في بلاغ صحفي، بأن المغرب وبريطانيا اتفقا على "الشروع في سلسلة من المبادلات الاستراتيجية والمنتظمة بخصوص القضايا السياسية الدولية"، مبرزا الإرادة المشتركة بين البلدين للعمل من أجل تمتع منطقة شمال أفريقيا بالسلم والرخاء".