قال بيت الشعر في المغرب إن الشاعر الراحل محمد الصباغ الذي وافته المنية يوم تاسع أبريل بالرباط٬ كان رائدا في قصيدة النثر التي كانت تبني للمغرب حوارا ثقافيا وشعريا متميزا مع الشعر الإنساني. وأضاف بيت الشعر في نعيه للراحل أن الصباغ عقد صلات وطيدة مع التجربة الشعرية الإسبانية٬ خصوصا جيل 27 (ألكسندري٬ ولوركا٬ ونيرودا٬ وغيرهم...) كما ارتبط بعدد من رموز الرومانسية العربية (الرابطة القلمية٬ والعصبة الأندلسية)٬ أمثال ميخائيل نعيمة٬ وبولس سلامة٬ وسعيد عقل٬ ورياض معلوف. ووصفت المؤسسة محمد الصباغ٬ بأنه أحد رواد الثقافة الحديثة في المغرب٬ أسهم في تأسيس اتحاد كتاب المغرب٬ وتولى مسؤولية تحرير عدد من المجلات الأدبية والثقافية. كما نيطت به مسؤوليات مختلفة في وزارة الثقافة. وبرحيله٬ يضيف بيان بيت الشعر٬ "فقد المغرب أحد كبار شعرائه وكتابه في العصر الحديث. ارتبط اسمه بإبداع شعري استغرق عقودا٬ واغتنى بإضافات أسهمت في نقل الممارسة الشعرية المغربية من التقليدية ومراعاة القوالب العتيقة٬ إلى فعل خيال خلاق أكثر انفتاحا على العصر٬ وأكثر وعيا بضرورة استثمار الموروث الشعري واللغوي٬ في آن". وذكر البيان بأن الراحل من القلائل الذين توجوا بجائزة المغرب للكتاب أكثر من مرة: في سنة 1970 عن " نقطة نظام"٬ وفي سنة 1986 عن" أطالب بدم الكلمة"٬ وفي سنة 2005 عن " الطفولة الستون". وجاء في نعي الشاعر أنه "من اللحظات الدالة في ثقافة المغرب الحديث هذا الاعتراف المبكر من المشرق العربي بمبدع مغربي جاء على لسان الأديب اللبناني الشهير ميخائيل نعيمة٬ حين قدم كتاب محمد الصباغ ' اللهاث الجريح' (1955)٬ معتبرا أن الصباغ من ألمع رجالات النهضة الأدبية في المغرب العربي". وكتب نعيمة عنه "هو كاتب تتفجر عواطفه وأفكاره من شق قلمه عنيفة٬ صاخبة٬ ولذلك تراه يتنكب العادي والمألوف من قوالب البيان. إذا نظم فبغير وزن وقافية كما تشهد مجموعته الشعرية المترجمة إلى الإسبانية 'شجرة النار' وإذا نثر كسا مفرداته وعباراته حللا من الألوان بين زاهية وقاتمة٬ ثم أطلقها تدرج على أوتار تعددت مفاتيحها وتنوعت قراراتها". وخلص البيان إلى أن بيت الشعر في المغرب٬ إذ ينعي شاعرا كبيرا كان قد أقام له أمسية متميزة ضمن أمسيات الشاعر المغربي في شهر أبريل 2002 في الدارالبيضاء فإنه يفقد فيه صورة مثقف حديث٬ جعل من ممارسته عملا دؤوبا على اللغة من أجل استثمار إمكاناتها الإيقاعية والفنية وجرس كلماتها المتجهة إلى فعل الخيال وتأثيره في فكر الإنسان وحياته٬ وإلى قيم الحوار ونداء الجمال في الشعر وفي اللغة مسكن الكائن.