نعى "بيت الشعر" في المغرب الكاتب والصحفي المغربي الأستاذ عبد الجبار السحيمي الذي انتقل إلى رحمة الله فجر أمس الثلاثاء ٬ بعد معاناة طويلة مع المرض٬ مؤكدا أن المشهد الأدبي والثقافي والإعلامي والنضالي المغربي فقد برحيله "رائدا كبيرا٬ فذا٬ صاحب لأزيد من نصف قرن٬ بحضور مؤثر نبيه عميق٬ مختلف التحولات التي عرفتها الكتابة والثقافة والإعلام والفعل السياسي المضيء في المغرب المعاصر". وذكر بيان لبيت الشعر أن المشهد الشعري المغربي٬ وبيت الشعر في المغرب٬ فقدا أيضا " صديقا داعما وحاضنا٬ ومناصرا متحمسا للتحديث الشعري٬ ولقصيدة النثر٬ ولكل أشكال التجديد الشعري الذي انخرط في أفقه شعراء المغرب" ٬ مضيفا أن "المغاربة سيضلون ٬ قراء ومثقفين٬ يتذكرون في مسار هذا الكاتب الرائع٬ سحر القلم٬ وشعريته٬ وعمقه٬ وذكاءه٬ وجرأته النادرة في ظروف استثنائية عرفتها بلادنا غداة الاستقلال". وأشار "بيت الشعر" إلى أن لغة السحيمي٬ سواء في إبداعه القصصي الذي أسس لحداثة السرد المغربي٬ أو في مقالاته وأعمدته الصحافية٬ كانت لغة دقيقة مشحونة رائقة مضيئة ٬ حيث وظف الراحل "لغته تلك٬ بانتقاء شديد٬ ورشاقة شفيفة٬ لتنقل فكره المختلف المحلق في أفق الحداثة السياسية والثقافية والإبداعية٬ بإصرار عنيد على استقلالية المثقف والمبدع والإعلامي". وأضاف المصدر نفسه أن الراحل كان٬ في إبداعه وكتاباته٬ "صاحب رأي أصيل. صوت الحرية٬ والعدالة٬ والديمقراطية٬ والتسامح٬ والحوار..صوتا يصدح دوما٬ دون وجل أو كلل.. صوتا لا يهادن٬ ولا يصمت عن فساد٬ أو انحراف٬ أو طغيان". وأكد البيان أنه منذ أنيطت بالراحل سنة 1969٬ مسؤولية تحرير الملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة "العلم"٬ أسهم في التأسيس لثقافة مغربية جديدة تنتصر لقيم الحداثة والتقدم٬ مضيفا أنه " الملحق الذي تحول٬ عبر مسار طويل٬ إلى مدرسة وطنية حقيقية في الصحافة الثقافية والكتابة الأدبية٬ انتصرت لجمالية النص الأدبي والفكري والنقدي٬ ولعمقه٬ وجدته. وتجاورت٬ في تلك المدرسة٬ كثير من الأصوات والحساسيات والأجيال الفكرية والأدبية٬ والشعرية منها أيضا٬ تجاور تكامل وتحاور وتنافس في آن". ولم يفت موقعو البيان أن يؤكدوا " أننا سنظل نتذكر٬ في السحيمي٬ دفاعه الرائع المستميت عن حرية الشعراء والكتاب والفنانين والمثقفين والإعلاميين٬ حين تعرضوا -في سنوات الجمر- لمحنة المنع والاعتقال والتعسف والتضييق. ونافح عن أن يظل صوتهم طليعيا٬ صادقا٬ لا يتلون بألوان السلطة ولا بأهوائها وإغراءاتها ...وأن اسمه سيبقى متلألئا في تاريخ النضال الثقافي والإعلامي الحديث في المغرب".