كشف الإعلامي المغربي جمال الخنوسي أحد كاتبي سيناريو الفيلم التلفزيوني "رجاء وزكي" عن تلقيه هو والمخرجة والسيناريست جيهان البحار، العديد من التهديدات التي تمس بسلامتهما الشخصية وذلك قبل بدء تصوير الفيلم بأسابيع قليلة. والفيلم الذي تنتجه القناة الأولى هو أول عمل فني من نوعه في المغرب يتطرق إلى ظاهرة الشغب والعنف في الملاعب الرياضية من خلال التركيز على موضوع "الديربي" التقليدي بين أشهر الفرق الكروية في البلاد؛ الرجاء والوداد اللذان ينتميان لمدينة الدارالبيضاء. وأكد الخنوسي أن فريق الفيلم يتابع حاليا الإجراءات القانونية اللازمة لرفع دعوى قضائية ضد الأطراف التي قامت بتهديده أو التحريض على الإساءة إليه سواء عبر الهاتف أو صفحات "الفيسبوك" أو البريد الإلكتروني بدعوى أن الفيلم يسيء إلى فريق الرجاء على حساب نادي الوداد البيضاوي الإعلامي المغربي جمال الخنوسي وتتحدث قصة الفيلم عن شابين اسمهما "زكي" و"رجاء" جمعت بين قلبيهما خيوط حب عنيف فقررا أن يحولا علاقتهما الخاصة إلى زواج رسمي، لكنهما يصطدمان بحاجز لم يتوقعانه حيث رفضت عائلتاهما مباركة رباطهما المقدس بسبب تعصب كل أسرة لأحد الفريقين الغريمين: الرجاء والوداد. ويستعرض الفيلم هذه الأحداث الطريفة في قالب كوميدي ممتع مبرزا خطأ السلوكيات المتشنجة والمتعصبة لبعض أنصار الفريقين معا، مع حرص كاتبَيْه على أن يظل الفيلم بعيدا عن التعاطف مع أي فريق دون الآخر، وأن يكون الهدف هو الدعوة إلى نبذ العنف الرياضي. وأساءت جهات من الأنصار المتعصبين للفريقين معا فهم قصة ومغزى الفيلم فاندفعوا يكيلون التهم لكاتبي الشريط التلفزيوني جمال الخنوسي وجيهان البحار، وتعدى ذلك إلى توعدهما بأوخم العواقب وبالقتل وشتى أساليب الترهيب والإهانات، سيما من طرف من رأوا في قصة الفيلم إساءة لفريق الرجاء خاصة. وقال الخنوسي إن أطرافا من أنصار وجماهير فريق الرجاء البيضاوي اعترضوا بحدة على قصة الفيلم لدافعين اثنين هما: تسمية البطل باسم "زكي"، وهو الاسم الذي يسبب حساسية خاصة للرجاويين باعتبار أن المدرب الأسبق لفريق الوداد وأحد رموزه هو بادو زاكي، في حين أن الاعتراض الثاني يتمثل في استنكارهم لماذا يكون زكي رجلا و"رجاء" أنثى!. بالمقابل، استغل بعض أنصار فريق الوداد هذا المُعطى الذي لم يكن يدور في خُلد كاتبي الفيلم، وصاروا يتهكمون بواسطته من أنصار ومحبي الفريق المنافس الرجاء البيضاوي لكون "زكي" هو الرجل و"رجاء" هي المرأة، وهو تفكير ذكوري مفرط لم نضعه في حسباننا أبدا، كمايقول الخنوسي. وقرر كاتبا الفيلم تغيير عنوان الفيلم ليس بسبب الإذعان لتلك التهديدات، بحسب الخنوسي، ولكن لتجنب كل حساسية يمكن أن تتأتى من خلال تأويل العنوان بشكل سيء، ولأن الهدف من الفيلم أساسا هو هدف نبيل يتمثل في الدعوة إلى استعمال العقل ونبذ العنف والتعصب. وفي هذا السياق، أكد الإعلامي المتخصص في الشأن الفني بالمغرب على أنه رغم تغيير العنوان بعد التشاور مع عقلاء الفريقين معا، فإن مضمون الفيلم هو نفسه لن يتغير وكذلك تسلسل الأحداث لم يطرأ عليه أي تبديل. وأصدر الخنوسي والبحار الاثنين 18-10-2010 بيانا صحافيا حصلت "البطولة كوم" على نسخة منه أوضحا من خلاله تفاجؤهما من تمادي البعض في القراءات المغرضة للفيلم الذي لم يُصور بعد، سيما حول أسماء الأبطال من طرف بعض أنصار الرجاء الذين اعتبروا اسم البطلة (رجاء) إهانة لهم، مع أنه لا البطل ولا البطلة لديهما انتماء مباشر إلى أي من الفريقين المذكورين". وأضاف البيان أن الفيلم كوميدي ويهدف إلى نقد التعصب الذي يمكن أن يقف عقبة أمام سعادة الآخرين، مشيرا إلى أنه لم يكن أبدا اختيار اسم البطلة "رجاء" إهانة للفريق الأخضر، لأننا لا نعتبر المرأة أقل مكانة من الرجل أو كائنا من الدرجة الثانية". واستطرد المصدر ذاته أن الهدف من كتابة هذا الفيلم ليس الإثارة بقدر ما هو رصد لهذا الحب الذي يصل إلى درجة التقديس، والعمل بالتالي على نقد كل التجاوزات والتعصب اللامعقول الذي أصبح يتسلل إلى الرياضة وإلى كرة القدم على وجه خاص، على حساب الروح الرياضية دون المساس بكرامة أي كان أو إهانة أي طرف. وشدد كاتبا السيناريو على أنهما لم يقصدا قط الإساءة إلى أي طرف، أو الوقوف إلى جانب ضد آخر، بل هدفهما كان هو دق جرس الإنذار حول ظاهرة العنف في الملاعب وتقديم خطاب إيجابي حول التنافس الرياضي" بحسب البلاغ. وخلص البيان المذكور إلى أن الفيلم متوازن ولا يميل إلى طرف مقابل طرف آخر ولا يتضمن أي إساءة، لأننا "لا نقبل القراءات المغرضة ولا تحركنا النوايا السيئة"، مردفا أن الفيلم كوميدي ويحمل رسالة حب وليس تحريضا على الحرب والكراهية