العرائش عرفت اليوم محاولة تفجير مطعم الخزامى المعروف في المدينة بكونه مطعما تزوره وفود من السياح الأجانب خاصة ، طيلة أشهر السنة لأنه يقدم وجبات غذائية جيدة ومتنوعة وذات جودة ممتازة ومنها وجبات الأسماك والباهية المعروفة في الشمال الى حد انه اكتسب بفضلها شهرة عالمية لان صاحبه مخلص لراسماله مجد في عمله حريص على استمرار نجاحه لأنه بدأ بسيطا عندما دخل مدينة الأسماك مهاجرا من الجنوب الشرقي المغربي في مشروعه الذي اسماه لهذا الخزامى وصار من أهم المستثمرين الناجحين في هذه المدينة وبفضل صمته ومثابرته واجتهاده .لكن لطف الله كان حاضرا ونجح المسؤولون عن الأمن اساسا في تفادي كارثة بشرية .حمدت الله على لطفه وعلى سلامة مواطنين مغاربة وأجانب مسلمين ومسيحيين عزل لا ذنب لهم سوى أنهم عشقوا العرائش وأشتهوا وجبات سمك المدينة في مدينة مسالمة وجميلة وهادئة لم يعرف عنها اي إرهاب. لكن لا بد من التساؤل عن هذه المحاولة الإرهابية ؛ من حاول القيام بها ؟ ولماذا ؟ وما هي ظروف عيشه في مدينة ينتمي إليها ؟ وغيرها من الأسئلة المشروعة ، التي على كل مواطن غيور على مدينته وبالاحرى على وطنه ان يطرحها علنا ويبحث عن أجوبة شافية لما حدث وتفاديا لما يمكن أن يحدث مستقبلا فرضا لأنه من الحزم سوء الظن كما روي عن رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ولأنه لا يسمح للمؤمن أن يلذغ من الجرح مرتين . وذلك لأخذ العبرة وتفادي محاولات أخرى قد تكون قادمة لا قدر الله في مدينة غنية بخيراتها لكن أغلب سكانها معوزون الى حد الجوع والهشاشة لان التوزيع العادل لثروتها مفقود والفساد في مختلف القطاعات موجود والجهل والأمية والبطالة والاجرام والهجرة ظواهر صارت العرائش تعرف بها منذ زمن ليس بقريب وبالضبط عندما اصبحت عمالة ياللهول ! وياللفارقة ! واحتدت شدتها وتشعبت في السنوات الأخيرة ، لانعدام إرادة الإصلاح والتخطيط العاقل والعلمي البعيد عن الانا وعن الجشع ودون ان يوازيها نمو اقتصادي ملموس وإصلاح إداري معروف أو عدل بين الناس يسود أو كرامة موفورة للمواطنين والمواطنات ...لهذا فبقدر ما يجب استنكار هذه المحاولة الإرهابية المجنونة والبعيدة كليا عن الدين و عن الأخلاق وعن الإنسانية، بأشد عبارات التنديد والاستنكار ، فإنه يجب على الجميع أن يرفع الصوت ويطالب بالمقابل ان تكون هذه المحاولة الفاشلة فاتحة عهد جديد للمحاسبة بهذه المدينة التي عانى الناس فيها من كل أسباب القهر والفساد والظلم والحكرة على ايدي مسؤولين تعاقبوا على التحكم وعلى الإدارة في العرائش ومنتخبين عاثوا فيها وفي شؤونها فسادا في البر والبحر وبتواطئ مع اناس في جمعيات اسست لغايات نفعية ومن أجل الإثراء الغير مشروع على حساب الغير من المواطنين المغلوب على امرهم لانهم محكومون من جماعة ربطت بينها مصالح مالية قوية بالسلطة والنفوذ وعميقة بكل ما من شأنه أن يديم استغلالها للبلاد والعباد واستحواذها على الخيرات وعلى الأرض واستعبادها للناس و بعيدة كل البعد عن الصالح العام للمدينة والوطن كما تشهد على ذلك الأوضاع العامة المتخلفة المدينة ... وان تكون ايضا فاتحة عهد جديد في عدم الإفلات من العقاب عملا بالمبدئ الدستوري الذي ما فتى جلالة الملك يدعو إلى تفعيله والى وجوب تنفيذه الى حد انه ربط قوله بالفعل عندما اعفى وزراء من مسؤولياتهم الوزارية وعبر عن عدم رضاه على مسؤولين آخرين. فهل حان زمن ربط المسؤولية بالمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب في العرائش في شكل زلزال إداري بعد أن بلغ بالمواطنين فيها حد طلب زيارة جلالته لمدينتهم المنكوبة ليطلع عن كثب على أحوال المدينة التي لا تشرف وطنيا مخلصا لوطنه تفاديا لكل أعمال إجرامية أو إرهابية قد تكون كارثية لا قدر الله لمدينة عرفت بجنوحها الى السلم وبصبر مواطنيها ومواطناتها على الجوع وعلى الجور وغيرهما وبتفانيهم في الإخلاص للوطن ؟ عبدالنبي التليدي