تحتضن مدينة العرائش ما بين 19 و 22 ماي الجاري، الدورة السابعة للمهرجان الدولي لركوب الخيل "ماطا"، الذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. وتهدف هذه التظاهرة المنظمة من قبل جمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي بشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونيسكو، إلى الحفاظ على تراث الفروسية بالمنطقة الشمالية بالمغرب. وقال رئيس المهرجان نبيل بركة، في بلاغ، "إن هذه المنافسة تساهم في التنمية الاقتصادية والسياحية وفي ترويج المنتجات المحلية ومنتجات الصناعة التقليدية للجهة الشمالية للمملكة".
وتعد "ماطا"، كما يعرفها ويزاولها فرسان "جبالة"، منافسة شرفية يتم خلالها التنافس على دمية "ماطا" وإعادتها لقريتها. وسيتضمن برنامج المهرجان، بالإضافة إلى لعبة "ماطا"، معارض للمنتجات المحلية ومنتجات الصناعة التقليدية وأمسيات ولقاءات ثقافية. وتجدر الإشارة إلى أن الدورة السابقة للمهرجان جذبت على مدى خمسة أيام حوالي 200 ألف زائر جاؤوا لاكتشاف تقاليد تراث الفروسية الذي تتميز به المنطقة. كما سجلت مشاركة 220 فارسا من مختلف القبائل وحوالي 50 تعاونية. وهكدا سيعيد مهرجان ماطا في دورته السابعة التي ستنطلق فعالياتها غدا الجمعة في قرية صغيرة قرب مدينة العرائش التعريف بتقليد مغربي عمره سبعة قرون، وهو عبارة عن طقوس احتفال رمزية تجسد الانتصار على العدو، وتبرز مكانة الفارس في القبيلة الذي يعرض نفسه لمخاطر شتى من أجل حماية الأرض والدفاع عن شرف القبيلة. الأمر يتعلق بلعبة تسمى «ماطا» حيث يتنافس فرسان من مختلف القبائل للظفر فيها بدمية تحمل نفس الاسم، صنعتها نساء القرية وفتياتها من القصب والقماش البسيط، على شكل عروس. وتحيل كلمة «ماطا»، على معان كثيرة، منها ركوب صهوة الجياد والإسراع بها والتنافس مع فرسان آخرين، على العروس «ماطا» التي تصنعها نساء القرية وفق تقاليد وطقوس خاصة، قبل أن تتفق بنات القرية، في يوم الاحتفال بعد الظهر، على ائتمان أحد فتيان القبيلة عليها وتحذيره من أن تسقط في يد فرسان القبائل المتنافسة الأخرى، ليبدأ الكر والفر بين هؤلاء وأولئك في أجواء احتفالية يشارك فيها أهالي القرية من مختلف الأعمار.