التأمت ببهو المعهد الموسيقي بالعرائش يوم السبت 9 ماي 2015 امسية ثقافية هامة نظمتها الملحقة الاقليمية للثقافة بالعرائش ومجموعة اصداء للموسيقى والبحث في التراث تحت شعار العرائش تحتفي بالبلاغة الموسعة في دراسة اجناس الخطاب وعرفت مداخلات ومناقشة وحفل توقيع كتابين بلاغة النادرة في الادب العربي للدكتور سليمان الطالي من مدينة العرائش وخطاب الاخلاق والهوية في رسائل الجاحظ للدكتور محمد مشبال من تطوان شارك فيها الدكتور محمد مشبال والدكتور عزيز الحلوي والدكتور مصطفى البقالي والاستاذ مصطفى العطار والدكتور سليمان الطالي وقدم فقراتها الدكتور محمد مرزاق ونشط فقرتها الموسيقية الفنان شعيب جميلي وحضرها تلة من طلبة جامعة عبد المالك السعدي وجمهور من المهتمين والنقاد وتميزت فعاليات الأمسية بنقاش اكاديمي وعلمي رصين. وقدم الاستاذ مصطفى العطار مداخلة بعنوان حول بلاغة النادرة قراءة حجاجية في بلاغة النادرة لسليمان الطالي وأبرز الاشكالات التي تقف امام الاشتغال على النادرة وبعض الصعوبات التي دللها الباحث لتسهيل دراسته مبرزا اقصاء النادرة من الدراسات الادبية. وهي نفس الاشكالات التي تناولها الدكتور محمد البقالي الذي عدد الاسباب وراء اهمال النادرة في الدراسات الادبية. وتحذث الدكتور عزيز الحلوي عن اقصاء النادرة من الدراسات الادبية رغم ان هذا الجنس له فوائد وكانت له مجالس النادرة وحفظوا لها كتبا من فنون الادب واقترنت النوادر باشخاص عرفوا بالنادرة او سلوكات شاذة وتعدتهم الى مختلف الطبقات الاجتماعية الراقية متل السلاطين ونوادر الأعراب والفئات المغفلة والمخنتين مضيفا ان الركام المعرفي الهائل من الابداع في النادرة لم يكن له صدى في النقد الادبي العربي لانه يتناول حكايات ماجنة او يسخر من الدين. وظل الامر ردحا من الدهر الى ان ظهرت دراسات في العصر الحذيث وتحدثت عن أصنافه مضيفا ان العمل الذي بين ايدينا بلاغة النادرة في الادب العربي يطمح الى تحقيق اضافة في البلاغة هو جنس النادرة وقراءتها وتصنيفها والكشف عن بلاغتها. ويطرح الاشكال صعوبات على مستوى التصنيف وآلية القراءة الحذيثة للكشف عن النصوص القديمة مبرزا ان نوادر الجاحظ نالت حظها في الدراسة خاصة كتاب البخلاء واهتم الباحث بدراسة عدد من النوادر واعتمد على مجموعة من المصادر كعيون الاخبار والامالي والعقد الفريد لابن عبد ربه وجمع الجوامع واخبار الحمقى لابن الجوزي وكذلك على النوادر الاندلسية ،وسعت الدراسة الى الجمع بين النظري من خلال البحث في النادرة التي تتجاوز الحدود الاقليمية والاجناس البشرية والبحث في اشكال التناص مع الاجناس الادبية الاخرى. صاحب كتاب بلاغة النادرة محمد مشبال تحذث عن الصعوبات التي واجهت الباحث سليمان الطالي في انجاز اطروحته باعباره المشرف عليها واضاف ان الطالي انخرط في البحث عن مقدمة وخاتمة و التي ظل يعيدها بالحاح من المشرف حتى يظهر البحث والكتاب بدار نشر متميزة وعبر مشبال عن اعجابه بالجاحظ حيت انغمس في الكتابة عن الجاحظ وعشق تصوره وسلوكه للانسان وادانته للتزمت ، وعلى المستوى العلمي خرج الكتاب ونجح لكنه لم يكن مقتنعا به ، وكتب في السرد عند الجاحظ ولم يقتنع بذلك، فانغمس في رسائل الجاحظ الكتاب الذي رضي عنه واكتشف من خلاله نصوصا مذهلة وسبر في الجاحظ حداثته فاكثر من الاقتباس لديه ليكتشف الناس كم هي حذ اثية النصوص التراثية التي اقتبسها في هذا الكتاب. مستطردا أن ان الطالي يشتغل في اطار مشروع علمي وهدفه مستقبلا بعض المدافعين عن البلاغة القديمة ، يريد أن يخرج بالبلاغة من نسقها التعليمي وتفعيل منهج بلاغي في تحليل النصوص. أبرز الدكتور سليمان الطالي في معرض مداخلته ان كتابه في بلاغة النادرة تجاوز النقص في عدد من الدراسات لأان أغلب الدراسات انصبت على نوادر الجاحظ في كتاب الحيوان واغلب الدراسات اهملتها فاطلع على عدد من المصادر والمصنفات التي اعتمدا في كتابه ومنها البخلاء والبيان والتبين للجاحظ وكذلك عيون الاخبار لابن قتيبة والامالي والامتاع والمؤانسة للتوحيدي والاغاني للاصفهاني وجمع الجوامع واخبار الحمقى والمستظرف وعلى فترة زمنية طويلة تمتد الى القرن الثامن الهجري وبذلك اضاف اضافة نوعية في دراسة النوادر في التراث العربي والنوادر بصفة عامة. وقرب جمهور المهتمين من مفهوم البلاغة التي ليست الصور البلاغية البيان والبديع ، ولكن بحثه انصب على البعد البلاغي على مستوى النسق التخييلي والتداولي ، وتلازم السرد التخييلي والابعاد الحجاجية التخييلية من خلال التفاعل بين النص والمتلقي. وختم بأن البلاغة هي ابلاغ الرسالة الى المتلقي في اسلوب مشرق بهدف اقناعه . القاعة تفاعلت مع مضامين المداخلات بشكل فعال ساهم في اغناء اللقاء الذي تميز بالنقاش الاكاديمي والعلمي الرصين وتوقيع الاصدارين .