عزيزتي : شمس النساء زهرة الشوك الفضي ، إن اسمك أعلن عن ضوئه قبل حلول المساء..مسرور لأنك هنا ..؟ لأن اللامعقول يؤكد وجوده كحقيقة ، كنت أزورك دائما في مسقط جسدك وروحك حينما تنامين بعمق..لكن لم أستطيع أن أبقى وفيا على الأقل في كلماتي المرسومة على الأوراق..كتبت لك الإختيار..الإختيار تحديد ، والتحديد حسم ، والقطيعة لابد منها... إستقيضت يوما على صراخ من يقطنون معي ، أمتعظ أغضب..لم أتكلم على إنفعالي بصعوبة ، لماذا أروي لك هذا..؟ تستفزني الذكرى و ترجعني إلى ما فات ... حدث مرة أن بقيت هناك ولم أعد..حتى الأن ..هل تعلمين أنك تشبيهنني في أوجه متعددة ...ماهي قواسمنا المشتركة التي أدت إلى هذا الحال ..؟ كنت تقرئين أفكاري دون أن تفهميها، وكنت أفهم أفكارك دون أن أومن بها ، فكتبنا الوداع بحروف الصمت ، فالإستمرار يتولد عن جهل بأمور عديدة.. لأنني ملعون بطبيعة شخصيتي الخاصة ، والتي لا يمكن لي التحكم فيها ..ساقول لك الأن: الأحداث كررت نفسها ..شبيه هو الأمر بأسطوانة فلم قصير أو طويل يُشاهده المرء كل وقت وحين..لماذا تتحدثين بالنيابة عنهم ، أولاءك الذين حطموا سكينتك ، وانتهكوا أيامك الفائتة..؟هل قرأت يوما عن ثورات الجياع ..، لقد تحول قهرك لي إلى أنياب تطحن لحمي وعظامي..أريد أن أخبرك عن فقري الذي تتحدثين عنه..؟ إنه سبب عنادك والكبرياء المصطنع ، جعلك تبتعدين عني ...فعندما كنت تشعورين بالإسترخاء كنت أكشف ضعفكم .. والأن سأرد على سؤالك ..لا تقاطعيني...زرت حانات متعددة في أسفاري ، فيها نساء ورجال يبيعون أجسادهم المنهزمة ، يُسمِهم بعض الأراذل من الناس "مثلين" و ساقطات" أُطلقق عليهم "خبراء الغريزة" ..رأيت دائما مَنْ هويتهم البقايا ..كم عقولهم فارغة ..يتحولون الى حيوانات كئيبة في لحظة ، لأسرى في يد المشاعر عملن "خبراء الغريرة" أصحاب الأجساد المحطمة على ترويضهم واستلابهم.... لقد قلت لك ذالك تحت شجرة الأرز والسماء ممطرة..نسيت الأمر..؟ لا عليك ، كنت خائفة و قلت :إن العالم مليء بالحقذ وأنك تبدو غريبا عليهم..؟ إبتسمت وقتها ..وتذكرت الأن ، أننا نعيش في عصر استثنائي ، فالمآسي والأمراض والحروب والمادة والأزمات والقتل والخيانة و الإنحلال ...هي الحالة الطبيعية للإنسان مند البداية ، فالوجود كله قائم على الأزمات والنكبات والفشل والمادة ... ألم أقل لك الخيار حسم وتحديد ..؟ فامتناعك عني عرضني للمآساة والألم بطبيعتي الإنسانية وبمنطق الأشياء ، فالحب اللانهائي لك "شمس النساء زهرة الشوك الفضي" وعدني بالسعادة المطلقة القصوى ، فقابلها الألم الهائل وفقدان الرغبة في كل شيء..فالجميع جدير بالحب ، فأنت لست قبيحة ومكنونك ليس متفرد كدالك ، لأن الطبيعة تبحث لك عن "زوج غريب " من طينتك وهويته البقايا ..فأنا أسامحك ببساطة اللامعقول ..لأنه أمر خارج عن سيطرتك ، إنها بيئتك الحاضنة لنوعية تفكيرك ، إنه الدافع اللاشعوري يأخدك اليه ولو كان أقل ذكاءا ...ولأني أتفهمك "شمس النساء زهرة الشوك الفضي " لن أتهمك بالسطحية والدونية والضحالة ..إنك لا تبحثين عن الحب والسعادة كبقيتهم ، فغايتك التوالد والطعام ، ولن آحزن في أن أعود الى بلاد البلاد مع الحب ، فليس بوسعي التصرف على أي نحو آخر..الأهم أنك ساعدتني لأكون أقل عرضة للعزلة والإضطراب ، فدموعي تتحول تدريجيا الى القوة .. الأن لا أدري ، لماذا أقتلك ثم أحيك ..لم يعد الأمر مقتصرا على الابتسامة ، ماذا تريدين سماع قطعة أخرى من مخلفاتك المكتوبة ، لم لا..؟ ينتصر عليّ الصباح ...ولا أراك والمساء يأتي..يأتي أسيرا مكبلا بالسلاسل ..يوم ضاع بين الزمن الذي مضى والذي سيمضي وأنا أعيش بين الزمنين، يأتي ويحدثك عنك ..وكيف أنّ صباحا آخر سينتصر عليّ حينما لا أراك... ماذا تقولين ؟؟ : أني ُأُضحي ببدني في سبيل "الحب" هي أكبر فاجعة وحماقة منقطعة رأْيتِها بي ..؟ ثم تؤكدين لي أن وظيفتك التناسل ومهنتك الزواج ...؟ و أنك لست استثناء..؟ أتفهم تساءلاتك ، قلقك، هواجسك ، أردت أن تطمئني على أطفالك المستقبلين في حالتهم الصحية والنفسية لدرجة تساعدهم على النجاة في هذا العالم المآساوي ...فأنا بصحة جيدة ، لا تقلقلي ، ولم يسبق لي أن انحللت أخلاقيا وأنت تعرفين هذا ، أليس كدالك..؟ ما رأيك يا أستاذة تعابير فقيرة مثلي شبيهة بشباكي ، لا تناسب طموحك المادي..."شمس النساء زهرة الشوك الفضي" إنك تتوهمين بوضع خاتم خطوبة من غير أنا كعاشق وحيد لك ، تأكدي أن الغير سيكون السراب وأن عهود الخاتم للسعادة الأبدية وهم ...ستصابين بخيبة الأمل لم تخطر على بالك ، ستكونين آداة بائسة ،ستحقيقين النسل لكنك ستحصلين على الكآبة والفتور ، خاصة عند ممارسة العلاقة الحميمية ، حينها ستسمعين ضحكات الشيطان متعالية يُخبرك : أنه أغواء كما فعل بالبقية و أنّ البقايا والتناسل مشروعان متعارضان... رؤية خلفية: ربما هي رغبة مكبوتة لإستعجال خرابي النهائي.. رؤية أمامية: نهاية ، لابد منها ، لبد لي أن أتحلى بالصبر ما دمت راغب بك ... رؤية جانبية: فليس لدي ما أخسره..كل هذا يعكس إفتراضا معيناً... هكدا أصبحت أراك بعد أ أسافر الى زمن آخر... ليس النهاية بعد...