المختار العروسي من طنجة ل "العرائش أنفو" 23 ديسمبر، 2015 tanger 2015 لا أحد يستطيع أن ينكر أن مدينة البوغاز استطاعت أن تحظى بإهتمام دولي ووطني بفضل الأحداث التي عاشتها المدينة خلال سنة 2015، حيث شهدت المدينة عدة أحداث متسارعة أبهرت العالم بل فرضت عليه التتبع والتصفيق بل الحديث عن حضارة ورقي هذه المدينة. ” أمانديس أمانديس هدي طنجة مشي باريس ” شعار رفعه الآلاف من ساكنة عاصمة البوغاز في جو حضاري متميز، حيث استطاعت أن ترسل رسالة للعالم أن حفدة ابن بطوطة باستطاعتهم أن ينتزعوا حقوقهم ومطالبهم المشروعة بل بإمكانهم أن يمارسوا الضغط على أكبر هرم في السلطة من أجل الدفاع عن حقوقهم فكان لهم ما كان. مسيرة الشموع هي المسيرة التي أبهرت العالم، حيث خرج عشرات الألاف في مسيرات حاشدة لم تراها المدينة منذ الحراك الفبرايري، 1 - من جل فئات الساكنة شيوخا نساء ورجالا شبابا وشبات يحملون شموعا ويرفعون شعارات سلمية هدفها فقط أن تتحرر مدينتهم من الاستبداد الممارس عليهم من طرف الشركة الفرنسية أمانديس، فأصبح الإعلام العالمي يتابع عن كتب تطورات احتجاجات ساكنة البوغاز، الأمر الذي فرض على رئيس الحكومة التدخل من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة، التي أصبح العالم كله يتحدث عنها ويتابعها عن طريق غوغل و اليوتوب وغيرها من وسائل الإعلام. من أمانديس إلى ملف التعليم الذي لم يحضى بإهتمام إعلامي كبير لأسباب مجهولة، لكن حضي باهتمام شعبي متميز، اتضح من خلال المسيرات الشعبية التي نظمت من أولياء أمور التلاميذ، أو من خلال الاحتجاجات والإضرابات التي نفذها تلاميذ المؤسسات الإبتدائية والإعدادية، وأيضا نضالات النقابات التعليمية. مقر النيابة الإقليمية للتعليم ومقر ولاية طنجة، كانت أهم بؤر الإحتجاجات الشعبية المطالبة بتوفير الأقسام الكافية للتلاميذ وإبعاد التوقيت المستمر وتوفير الأساتذة لسد الخصاص وأيضا توفير الأساتذة لبعض المواد التي مازالت لا تدرس لحدود الساعة كالفرنسية في بعض المؤسسات التعليمية خصوصا أننا اقتربنا على نهاية الدورة الأولى من هذا الموسم الدراسي وغيرها من المطالب، الأمر الذي دفع بالمحتجين لمحاصرة نائب التعليم لكي يخضع لطاولة الحوار التي ظل يهرب منها كثيرا. ملف التعليم أخد حيزا كبيرا من الإهتمام خصوصا أمام الإضرابات المفتوحة للأساتذة المتدربين، الذي تعرضوا لقمع مسيرتهم الجهوية المنظمة بطنجة، وأيضا قمع مسيرتهم المحلية، فأصبح الكل يهتم بنضالات واحتجاجات هذه الفئة. 4 - الإجرام وانعدام الأمن أو الانفلات الأمني كما سماه البعض من أبناء مدينة طنجة، ظل إهتمامه متواصلا على طول السنة، بنسب مختلفة، لكن إرتفاع وثيرة الجريمة بطنجة خصوصا في شهر رمضان خاصة و أشهر الصيف عموما، اأدى إلى إهتمام كبير على المستوى الوطني، خصوصا مع الضجة الإعلامية الكبيرة الأمر الذي جعل ساكنة طنجة تخرج للشارع من أجل الإحتجاج ضد إرتفاع وثيرة الجريمة بمدينتهم. سياسيا، الاكتساح الكبير والمفاجئ للحزب الحاكم العدالة والتنمية التي فازت بأغلبية المقاعد في المقاطعات الأربع، والضربة القوية التي تلقاها حزب الجرار في الإنتخابات المحلية ل4 شتنبر وانتشار الفساد الإنتخابي بكثرة وعودة رموز الفساد للواجهة في الإنتخابات الفوز المفاجئ لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجةتطوانالحسيمة مخترقا بذلك التحالف الحكومي، تحالف البام مع العدالة والتنمية خلال انتخابات الغرف المهنية. البيئة لا شك أن ساكنة طنجة خصوصا في الأحياء الشعبية أبهرت كل المتتبعين وزوار المدينة على المستوى الوطني والعالمي،3 بإبداعاتها فبعيدا عن إهتمامات السلطات المحلية بالنهوض بالأحياء الشعبية، أعلنت ساكنة مدينة طنجة عن تمردها وأيضا عن تجاوزها لفعاليات المجتمع المدني وأطلقت حملت العناية بالأحياء من خلال تشجيرها وصباغاتها بألوان موحدة بالإضافة إلى خلق مسابقات بين الأزقة، الأمر الذي خلق رونقا خلابا للمدينة، بفض إبداعات أوضحت أن ساكنة المدينة مرتبطة بتاريخها من خلال بعض الرسومات على جدران الأزقة كرسم لابن بطوبة بالمدينة القديمة رسومات لفريق اتحاد طنجة بحي شارع أطلس وغيرها من الإبداعات الخلابة. كل هذه الإهتمامات لم تنسي أبناء عروس الشمال الاهتمام بفريقهم نادي إتحاد طنجة لكرة القدم، نساء ورجالا شيوخا وشبابا وأطفالا يتغنون بشعار ” أنا طنجاوي ورأسي عالي”، عشرات الآلاف بدأت تؤثث الفضاء الجميل للمعلب الكبير بطنجة، وأصبح جمهورها يحتل المرتبة أولى عالميا من حيث الأعداد التي تفوق في كل مقابلة 40 ألف متفرجا ، مع العلم أن الفريق كان يلعب في دوري الدرجة الثانية. فمند شهر أبريل الماضي عندما تأكد أن الفريق يسير نحو الصعود إلى قسم الصفوة الذي غادره منذ 8 سنوات والساكنة تتغنى وتدعم فريقها الغالي، احتفالات في كل مكان في المؤسسات التعليمية، في الأحياء الشوارع في الأنترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي. هذا الاهتمام زاد شغفا مع صعود الفريق للقسم الوطني الأول ومشاركته في الدروي الاحترافي لأول مرة في تاريخه، خصوصا أن الفريق يحتل مراتب هامة في سبورة الترتيب، الأمر الذي جعل سكان المدينة تشجع فريقها بكثافة داخل مدينتهم وخارجها من خلال تيفوات التي أصبحت ترفع حتى خارج مدينتهم الأصلية. اهتمامات أخرى عديدة عرفتها مدينة طنجة لكن تبقى هذه أهمها، حيث خطفت أنظار العالم الذي أصبح يتغنى بنضالية وإبداعات الطنجاويين.