أصبح في خبر اليقين ان زمن نطق الحجر اقترب والتصق بظل البشر بقلم الاستاذ مصطفى الكنوني أصبح في خبر اليقين ان زمن نطق الحجر اقترب والتصق بظل البشر ، حرك وجدانه تحريكا ، وسمع كل البشر صدى صوت مفاده: " انا الحجر ورائي يختبئ بشر" ، استغرق السمع هذا وذاك المسلم فاطمانت قلوبهما لما ادركا ان المختبئ وراء الحجر هو من احد فروع شجرة القرابة ، قال احدهما للاخر: نعم هو ابن عمنا وهو من احد فروع شجرة اصرة القرابة، ظهر الاطمئنان عليهما، وكانت الطائنينة على وجدان احدهما اكبر فبدا يسترجع تراث هويتته الإسلامية ، صنف من المستحضرالمناسب للحدث، وقرا في الاشعور كلام مشفر : (تطاول البنيان- تشبه الرجال بالنساء- غياب الحشمة.........ونطق الحجر.....) . ادرك ان ما سمع من مقدمة الفناء ، فكر في ذاته وتساءل عن صدق مخزون اعماله ،فتح حقيبة قلبه المختومة بسرية سدرة المنتهى، فانقلب سحر الرؤية الى كابوس مزعج ، وفرحة الزفاف الى ماثم، وامتلات قارورة بهجته شؤما، تغير فهمه لصوت الحجر المسموع فادرك انه الان يقف على حفى قبة الرحمن ،اصبح كله رغبة إحساس بالنجاح في تخطي الصراط ورؤية الرحمن، لكن هيهات ....ان يعرف هذا الاحساس نموا في موقف واقع الحدث ،فترى الإحساس لديه يتحول الى إحساس الرجل البدوي حنين، رؤيته الان شبيهة بمن ظل الطريق او بمن فقد البصر . ان نور البصر في هذا الحدث هو عملة ناذرة تشترى بصالح الاعمال ، و الموقف ابعد عن كل وصف وتحليل ،لانه الموقف الذي سيفر فيه المرء من امه وابيه وصاحبته وبنيه ، لكن ما لا يجب اغفاله وتجاوزه هوظاهرة نزع الإحساس بالالم، هو خير للبشر وعطف من الرحمان الرحيم على العباد ، وفي حياتنا الأولى عظة وموعظة ، فاْ سرة ("ال. ياسر" اسكنهم الله فسيح جناته كما يعرف كل منا ان الكفار اعتمدوا تعذيبهم ،وتعذيب افراد الاسرة امام اعين بعضهم ، فكانت ارواحهم تشتكي الله من شدة معانات العذاب واستجاب سبحانه لدعائهم بنزع الاحساس الألم منهم، لعل هذا الفزع هو ما يضاعف تشبت الانسان بالحياة باستثناء المسلم الصادق الذي يتخد مذهبا مرجعيته مضمون الحديث النبوي" انما الاعمال بالنيات وان لكل امرئ ما نوى..." وكذا يعمل بالمقاربة اليقينية الشرعية ، فكفى المومنين شر القتال ، ان دين الإسلام كوني ومفاهيمه من سفط القول الحديث عن كونيتها ، من هنا يبقى الواجب علينا لبناء هويتنا وشخصيتنا في حياتنا تطعيم افكارنا بالعمومية والقداسة ولتحقيق الهدف لا يتطلب الا تفعيل مضمون الحديث النبوي الشريف" لا يومن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه". هب اننا اصدرنا امرا لعقولنا حتى تعمل على تنشيط احاسيسنا عبر تنمية اذواقنا فسمعت واطاعت عندئد سيستيقظ بداخلنا مولود قديم جديد يسمى ب/ " الانا" ، فكلمة الانا في العصر المعاصر هي ( انا العولمة ) فهي التي حولت إحساسنا بفترات الزمن حتى اصبح الانسان يشعر بان موته هو الغد وليس هو الشهر المقبل ، ان المؤمن الصادق لا يقلل امر هذا الشأن من اعتقاده بل هو دائم الجزم بان الاعمار بيد الله . لكن يمكن الجزم ان العولمة فعلت خيرا على خير فهي تستحق ان توصف بانها من الالطاف الإلهية لان الرسل والانبياء اصبح ظهورهم من قبيل المستحيل كما في علم كل مخلوق ان الرسول محمد صلوات الله عليه خاتمهم لكن حب الله للعباد ليس حاله حالة الرسل بل مستمر وحتى يجعل الله له تباثا اسند وظيفة الانبياء والرسل لما يسمى بالالطاف الالهية(الزلازل_البراكين ....... ثم العولمة .....) . فالبشر اليوم وهم امام حواسيبهم يرون ما يرون ويشعرون بما يشعرون تمر عليهم الايام والشهور باحاسيس تختلف عن احاسيس سكان عصور تاريخية بشرية فانية ، فاحساسنا بالزمن اليوم تقلص ،اذن يحق لنا القول ان العولمة هي من الالطاف الإلهية وان لنا فيها لعظة ويكفى انها تتيح لنا منابر لغرس بذور شجرة الحق الخالد.