شهدت ساحة التحرير بالعرائش يوم الأربعاء 20فبراير...2019.وقفة احتجاجية تخليدا لذكرى 20 فبراير2011. وقد تمت الدعوة لهذه الوقفة عبر بيانين. البيان1 موقع من طرف،حزب الطليعة الديموقراطي الإشتراكي فرع العرائش،حزب النهج الديموقراطي الكتابة المحلية بالعرائش،الجامعة الوطنية للتعليم(إ م ش) فرع العرائش،الإتحاد المحلي ل(ك د ش) بالعرائش،والجمعية م ح إ فرع العرائش."تخليدا للذكرى الثامنة للإنتفاضة المجيدة لعشرين فبراير،واستحضارا لروح شهدائها وشهداء الشعب المغربي". وتضمن البيان دعوة"لكافة الشرفاء الديموقراطيين والتقدميين بمدينة العرائش،لرص الصفوف والعمل المشترك،في أفق تشكيل جبهة محلية للنضال من أجل عرائش تليق بأبنائها"، وحدد البيان توقيت الوقفة، في الساعة7 مساء بساحة التحرير،يوم الأربعاء 20فبراير2019 . أما البيان2 ،فقد وقعه كل من،فرع العرائش للشبيبة الطليعية،شبيبة الإشتراكي الموحد بالعرائش،وشبيبة النهج الديموقراطي بالعرائش،"تخليدا لعيد الشعب المغربي،واحتفاء بذكرى 20فبراير المجيدة،تدعوا الإطارات التقدمية الشبيبية،ساكنة العرائش وكافة الإطارات السياسية والحقوقية،للنزول يوم الأربعاء 20 فبراير2019بساحة التحريرعلى الساعة 8مساء،تحت شعار "جميعا من أجل رفع التهميش عن العرائش،جميعا من أجل إطلاق سراح المعتقلين"كما شارك في الوقفة ،ممثلون عن منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب ،العصبة المغربية لحقوق الإنسان،الإتحاد الوطني لطلبة المغرب،جمعية النضال الأخضر،لجنة حراك العرائش ،وتمثيلية عن جمعيات نسائية،إضافة لعدد من النشطاء المتعودين على تسجيل حضورهم في مثل هذه الوقفات. وبناء على الملاحظات الوثائقية ،والمعاينة الميدانية ،أسجل كمتتبع للشأن العام المحلي،أن الدعوة لإحياء الذكرى،وتنظيم الوقفة بساحة التحرير،بقدر ما عبرت عن الوفاء للروح النضالية الجماهيرية للحركة "باعتبار حركة 20 فبراير،لم تستنفذ أغراضها،وليست مجرد ذكرى ،بل هي روح ممتدة في الحاضر،في مواجهة سياسة بال روح" كما وصفها الناشط اليساري،زكي طليمات فإنها من ناحية أخرى قد كشفت عن ضعف في التنظيم ،وارتجالية في الإعداد والتنفيد،أرى كمهتم ضرورة التطرق لها ،لتشخيص سلبياتها بهدف تجاوزها مستقبلا،باعتبار أن النضال الجماهيري الميداني المنظم ،الموحد والمسؤول،هو وسيلتنا الديموقراطية لفرض التغيير المنشود. فمن خلال الملاحظة الوثائقية،يظهر عدم التنسيق بين الموقعين على البيان الأول والموقعين على البيان الثاني،رغم ما يربط بين ثمانية تنظيمات موقعة من علاقت تنظيمية مؤسساتة،من الفروض استثمارها في مثل هذه التنسيقات،فإذا كان البيان الأول ،قد حدد موعدا للوقفة على الساعة 7مساء،مع توجيه الدعوة لكافة الشرفاء الديموقراطين التقدميين،فإن البيان الثاني قد حدد موعد الوقفة في الساعة 8 مساء،مع توجيه الدعوة لساكنة العرائش،وكافة الإطارات السياسية والحقوقية. فالإختلاف الواضح في تحديد ساعة الوقفة،وتسمية من توجه لهم دعوة الحضور،دليل قاطع على أن الهيآت الموقعة لم تلتزم بالضوابط التنظيمة التي تلزمها بضرورة عقد اجتماعات تمهيدية لتنسيق مواقفها،خاصة وأن الحدث هو تخليد ذكرى 20 فبرايرمع ما تمثله من حمولة احتجاجية رافضة، ونفس نضالي ذو عمق جماهيري كما عاشته العرائش،فقد كان من الواجب تنظيميا،عقد اجتماعات تمهيدية للتنسيق،حتى يكون هناك تكامل وانسجام بين الهيآت الحزبية والنقابية والحقوقية وبين الهيآت الشبيبية. كما أسجل التفاوت في مستوى الأجهزة النقابية الموقعة على البيان الأول، حيث وقعت الكنفدرالية د ش،باسم الاتحاد المحلي،وهو أعلا جهاز تنفيذي على مستوى التنظيمي بالعرائش،في حين وقعت نقابة الاتحاد المغربي باسم الجامعة الوطنية للتعليم،وهي فقط نقابة قطاعية.فالإعداد لتخليد ذكرى في مستوى عشرين فبراير،لايتم بالسرعة والارتجالية،بل يحتاج للجنة تحضيرية،تشتغل وفق برنامج تنظيمي وخطة عمل تناقش بعمق وبعقلانية،خلال عدة اجتماعات مع أخد المدة الزمنية الكافية للمناقشة والإعداد المادي والأدبي،لاستنتاج الخلاصات التنظيمية الضامنة لنجاح الوقفة. وأجزم أن غياب مثل هذه الممارسة التنظيمية،إلى جانب انعدام التقييم البعدي للمحطات والوقفات النضالية السابقة،هو ما يجعل المجهودات النضالية الميدانية المشتركة،لاتحقق أهدافها النضالية والتأطيرية، بالنسبة للمواطنين والمواطنات المعول على مساهمتهم في النضال الجماهيري المحلي.وأتساءل ،هل تتوفرالتنظيمات الداعية والداعمة للوقفة،على محاضر رسمية توثق لاجتماعاتها الداخلية أو التنسيقية،بخصوص وقفة 20فبراير......2019؟.فالنضال الجماهيري المسؤول ، يستلزم تدبرا إداريا وبرنامجا تنظيميا وتحليلا سياسيا. فالتدبيرالإداري يشمل(دعوات الإجتماع،محاضر الاجتماعات،جدول الأعمال،القرارات المتفق عليها،لائحة الحضور بالتوقيعات.....)ويشمل البرنامج التنظيمي(نوعية ومواعيد الاجتماعات التهييئية،الخطة التنظيمية للتواجد بالساحة،عدد الحاضرين الملتزم به من قبل كل تنظيم مشارك في الوقفة،لجنة الشعارات المتفق عليها مسبقاوالملزمةللجميع،اللجنة التنظيمية للوقفة والمسؤولة عن إعلان البداية والنهاية،والتفاوض أو التحاورمع السلطة عند الضرورة،ضبط لائحة الحضورللمناضلين الملتزمين تنظيميا،...)أما التحليل السياسي فيتمثل في تحليل ومناقشة الوضع السياسي المحلي ،في ارتباطه بالوضع الوطني،لاتخاد القرار النضالي المناسب للحظة السياسية والمستحضر لميزان القوى.. فأي تقصير في هذه الإجراءات،ينعكس سلبا على الحركة النضالية،ولنا مثال فيما تعانيه الحركة النضالية بالعرائش،من تراجع وسلبيات،رغم كل النيات الصادقة عند البعض،ورغم كل المجهودات والتضحيات، فمن يتحمل مسؤولية فشل وموت جميع محاولات الإئتلاف والتنسيق بين التنظيمات الحقوقية المحلية،بعد ما تم إخبار الرأي العام ،بالتأسيس وبداية الإشتغال على ملفات وقضايا حقوقية محلية؟هذا الإشتغال الذي كان سيؤدي حتما-في حال استمراره-إلى تشكيل تكتل حقوقي محلي وازن،يحضى بعمق جماهيري،سيشكل دعما وميزان قوى،للتفاوض مع الجهات المعنية،دفاعا عن قضايا تهم الصالح العام لساكنة العرائش. إن سبب هذا الفشل التنظيمي والتراجع النضالي الحقوقي،هو عدم الالتزام بالإجراءات الإدارية والتنظيمية والسياسية، الضامنة لنجاح النضال الجماهيري الجاد والمسؤول،مع الأخد في الاعتبار بعض الأسباب الذاتية التي يجب الاعتراف بها لتجاوزها. ويبقى سؤال لأصحاب دعوة"تشكيل جبهة محلية،للنضال من أجل عرائش تليق بأبنائها"لماذالم يتم تفعيل (الهيأة التنفيدية لفدرالية اليساربالعرائش) واعتمادها كنواةأساسية لكل تنسيق نضالي ،في أفق تشكيل الجبهة المحلية المنشودة منذ سنوات؟إن تجاهل أو تغييب تنظيم فدرالية اليسار،هو دليل واضح على وجود أزمة تنظيمية على مستوى أجهزة الفدرالية محليا.ودائما في إطار المعاينة الميدانية،نسجل التعامل الإيجابي للسلطات المحلية،عبر احترامها للقانون،والسماح بتنظيم الوقفة،دون اللجوء لسياسة الترهيب والتخويف،كما كان يتم في السابق،كما نسجل أنه رغم تواجد 9 تنظيمات داعية للوقفة،إضافة إلى تواجد تمثيليات نسائية وحقوقية داعمة،فإن عدد الحاضرين لم يتجاوز70أو80 مشاركا،وأعتقد جازما أن السبب الرئيسي لضعف الحضور،تتحمله بالدرجة الأولى،جميع الهيآت الداعية والحاضرة في وقفة20فبراير2019 بساحة التحرير،لأنها وبكل بساطة لم تلتزم بالإجراءات الإدارية والتنظيمية والسياسية،لإنجاح الوقفة،حيث من المؤكد،أنها لم تعقد أي اجتماع لأجهزتها التقريرية والتنفيدية،المنصوص عليها في قوانينها الأساسية،للتداول في قرار الوقفة ،وقد كان من شأن الإلتزام بهذا الإجراء التنظيمي الديموقراطي،(الرجوع للأجهزة التقريرية والتنفيذية)أن يضمن تخليد ذكرى 20فبراير2019 بأزيد من 1000مشارك،ينضاف إليها المتعاطفون والمتعاطفات مع حركة 20فبراير بالعرائش وما أكثرهم.ولنا مثال فيما تقوم به جميع التنظيمات الداعية والحاضرة في الوقفة،من تعبئة عامة وشاملة، مستنفرة كل الوسائل،عندما يتعلق الأمر بمحطة تنظيمية داخلية(تجديد المكتب،أو الإتحاد المحلي،أو انتخاب المؤتمرين)فلو أن هذه التنظيمات قامت بمثل هذه التعبئة،لضمنت حضورا نضاليا مشرفا،خاصة وأن الوقفة النضالية في الشارع العام،تعطي للرأي العام وللسلطات المحلية،الوجه الحقيقي للعمق الجماهيري للهيآت المعنية،فبقدر ما يتحقق الحضور الجماهيري الوازن، المنضبط والمسؤول في الوقفات،بقدر ما يشكل ميزان قوى لصالح التنظيمات المناضلة للتفاوض وتحقيق المكتسبات. وختاما أتمنى من الهيآت الموقعة على البيان1أن تلتزم بما تضمنه بيانها(تنظيم مائدة مستديرة تحت عنوان"قراءة في شعارات20فبرايروآفاق العمل"سيعلن عن مكانها وزمانها لاحقا)لأن الإلتزام بتنظيم المائدة المستديرة،هوأولا مناسبة لتأكيد هذه التنظيمات على تحمل مسؤوليتها الأدبية،ووفائها بما تعهدت به أما الرأي العام،وثانيا فرصة تنظيمية للتداول الحقيقي،الجاد والمسؤول،حول حركة20فبرايروآفاق العمل،ولربح رهان نجاح المائدة المستديرة،لابد من التحضير الأدبي والمادي الجيد،لجعلها محطة تأطيرية وتكوينية،للأعضاء العاملين بالهيآت المعنية،ولعموم المتعاطفين مع النضال الجماهيري،للإنتقال من الفعل النضالي الشفوي الإرتجالي،إلى الفعل النضالي الموثق،وفق برنامج نضالي مسؤول،وخطط تنظيمية محكمة،تتوج بإنتاج وثائق(أرضية المائدة المستديرة،محاور المتاقشة،الخلاصات والاستنتاجات....) العرائش في 9مارس2019 محمد الطاجني