لمواجهة اعداء المغرب ومؤامرات العالم الآخر لا تكتب الشاعرة المغربية سميرة فرجي شعرا إلا إذا تحقق له شرط الفاعلية الشعرية قوة وجمالا وصدقا ونخوة. ففي الوقت الذي تواجه بلادنا تكالب ثالوث الحقد والانفصال والارهاب، بقيادة جيران لم يتركوا من خيرات شعبهم إلا وصرفوها بالملايير، في كل ما يهدد وحدة المغرب ويضعفه ويعرقل مسيرته التنموية، فإن الشاعرة سميرة فرجي بحسها الشعري الرفيع وبوعيها الوطني الأصيل وبلغتعا القوية والمتمردة وبتكوينها القانوني الجاد، لا تتأخر عن إطلاق صرخة شعرية جديدة "المبحوث عنها…!"، بلغة قوية وبليغة، في وجه ترهل "الجبهة الداخلية" صمام آمان عزة وسلام واستقرار كل وطن من الاوطان. حيث تنتقد فيها مظاهر تغليب المصالح الحزبية والشخصية على مصالح الوطن، محذرة -بلغتها الشعرية الاخاذة- من التراخي في مواجهة مخططات الأعداء الذين يعملون ليل نهار من أجل إيذاء مغربنا بكل السبل والامكانيات. إنها قصيدة أخرى في مسيرة الشاعرة سميرة فرجي فيها من القوة والصدق والشعرية ما يمنحها ذلك التميز الذي تحرص عليه دوما: المبحوث عنها…! شعر سميرة فرجي أَنَّى لنَا فِي ذِي 0لشَّدائدِ مُلْتَحَدْ وَتَوحُّدُ 0لنُّخبِ 0لْجريحةِ مُفتقَدْ؟ أَنَّى لنَا كسبُ الرِّهانِ وشمْلُنَا عصفَتْ به ريحُ التَّفكُّكِ في 0لشِّددْ؟ أحزابُنا كُثْرٌ بلا أثرٍ وَهَا هي ذي تناغي الصِّفِرَ في سِفْرِ 0لعددْ صعِدَتْ هناك على مَدارج حلْمنا فتنكَّرَتْ لِمواطنٍ طلبَ المَددْ وتنكَّرتْ يا لَلْعهودِ لكلِّ مَنْ يشكو الخصاصَ ويسْتَحِي إِنْ مَدَّ يَدْ! أتخالُها يومًا ستسْمو لِلْعلا وتشِعُّ في يدِها مفاتيحُ الأبدْ؟ أتخالُها سَتَفِي بمُعْجِزِ وعْدِها وتتيحُ للشَّعب الكرامةَ و0لرَّغدْ؟ لا لَنْ تُصدِّقَ أمَّةٌ خُطَبَ الّذي أعْطى لها وعْدًا وأَخلَفَ مَا وعَدْ أحزابنا تَجْتَرُّ ألفَ حِكايةٍ وكَثَوْرِ ساقيةٍ تَدُورُ بلا مَسدْ أبطالها وهَنوا وجفَّ مَعينهُم وا خيبةَ الأوْطان إنْ وهَن السَّندْ الكُلُّ يحملُ همَّهُ يا صاحبي مَنْ ذا سيحمل غيرةً همَّ البلدْ؟ أعماهُمُ سِحْرُ المناصب لم يَرَوْا دَمْعَ المَرَارة حارقًا يجري بِخدْ فافطنْ أيا مَنْ تَسْتدِلُّ بكفِّهمْ مَنْ دَلَّهُ الأعمى إلى دربٍ شردْ يا عالمًا ماذا نُجابهُ في الخَفَا مُتهيِّبًا مِمَّا سيُولدُ بَعْدَ غدْ قُلْ لِلَّذي صَعدَ الكراسي واشتهى لو أنه في حِضْن معْبَدِها خلدْ ستدورُ أيامٌ ويَصْعَدُ مَنْ هَوَى وتدورُ أيامٌ وينزِلُ مَنْ صعدْ "وا جبهتاهُ الداخليةُ " لمْلمِي عنكِ التَّواكل و0بعثي نَفَسًا خَمدْ رُصِّي 0لصُّفُوفَ بما يليقُ بدولةٍ أمجادُها فوق السَّحاب بدون حدْ كِدِّي وجِدِّي ما استطعْتِ بهمَّةٍ فَبِغَيْرِ جِدٍّ كيف نصلحُ ما فسدْ؟ وبغير جِدٍّ لا حكامةَ تُرتجَى لا شيءَ نُدركه بلا سعْيٍ وكَدْ وإذا هي الأوطانُ يومًا أشرقتْ فالسِّرُّ في شعبٍ تجاهد واجتهدْ يا جبهَتِي المبْحوث عنْكِ بداخلي إنَّ الوَنَى فينا فأيْنَكِ مُلتحدْ؟ ما حاجتي في ذا الزَّمان إلى البُكا وخطابِ تيئيسٍ يُطيح بمُعتقدْ قُومِي على قَدَم الشُّموخ وجلجلي كوني لنا القلبَ المباركَ في 0لجسدْ إنَّ العداءَ الخارجيَّ يكيدُ لي مسْتهدفًا بمخطَّطٍ أمْنَ البلدْ ما كنت أحبطُ في سلامٍ سعيَهُ لولا التيقظ في حُماتيَ والجلدْ لولا رجالٌ لا تنامُ عيونُهمْ وسواعدٌ تَبْلو المخاطرَ في كبَدْ ها قدْ مضى عِقدٌ أُهَدْهِدُهُ فلا نفذَت مكائِدُه ولا صبري نفدْ فالقي عليهِ وهْجَ عزْمكِ و0خبري من جاء يزرعُ فتنةً باسم الحسدْ إنْ كان في قُرْبِ الأعادي جرحُنا فالبُعْدُ في شرعِ العداوة كالضَّمدْ يا قسوةَ الأقدار كيف يضيقُ بي كَوْنٌ لأُحْشَرَ في الجِوارِ معَ النَّكَدْ؟ جَحَدَ الّذي آنسْتُه وبِعِزَّتي لو أنني آنسْتُ صخرًا ما جَحَدْ المُلْكُ عُقْدَتُهُ ورَمْليَ حُلْمهُ فالطفْ بهِ يا مَنْ بهِ تُشْفَى العُقدْ أيظنُّ أنِّي عنْ رُبوعيَ غافلٌ أو أنَّني بالصَّمتِ أجهلُ ما حصدْ؟ مازال ترْسيمُ الحدود قضيتي سأذودُ عنها بالنَّفيسِ وب0لْولدْ من قال " أبناء 0لْأُصول" تراجعُوا؟ وهُمُ الذين تَدَافَعُوا منذُ الأمدْ؟ من ذا يسوِّي بوقَ زيفٍ بالذي مَلَكَ الأَدِلَّةَ كلَّها والمُسْتندْ؟ ستفِرُّ مِنْ غضبِ الرِّمال خيامُهُ لِتجيئَنِي فأنا الذي بِيَدِي الوَتَدْ يا قُوَّةَ الدَّعْم المنيعة شمِّري عَنْ ساعديْكِ لينجلي ليلُ الكمدْ صُونِي الثَّوابتَ والمَرابع واصمدِي فالنصرُ في عِزِّ الخطُوب لمَنْ صمدْ وهو الحفاظُ على الثوابتِ مطلبٌ في صدِّ عدوانٍ تسعَّر واتَّقدْ ولْتُشهِدي التَّاريخَ أنَّ ولاءَنا ميثاقُ حبٍّ لنْ يزعْزعَهُ أحدْ وشعارُنا عرْشٌ وشعْبٌ هَا هُنَا مُتَلاحِمان وصَامِدانِ إلى الأبَدْ