سبتة : مصطفى منيغ رصاصة واحدة كانت كافية لإسكات صوت فلسطين، انطلقت من فوهة بندقية غير عادية مشحونة بالحقد الدفين، خلفها صهيوني مُزوَّد بالأمر اليقين، أن يجعل حداً لشوكة إعلامية مغروسة منذ سنوات في صدور رواد المجرمين ، قواد الاحتلال غير المُبَرَر لأراضي شعب له زمن قادم بعد ذهاب مَنْ تَخَاذَلَ عن عَمَالَةٍ تُساير المغتصبين. طلقة واحدة مدبَّرة عن دقة تخطيط وتَوَحُّد إصرار لتحدي شعب مسحوقة إرادة قيادته لسبب مكرَّر خبثه منذ سنين ، أصابت عمود فقر التوعية الروحية الموجَّهة كانت لنصرة المظلومين ، لتظل شعلة المقاومة الحقَّة يخيف شعاعها غطرسة المستبدِّين ، لتؤكد أن كلمة حق مردّدة على لسان المُغتالة "شرين أبوعقلة" أكبر وقعاً مِن جبروت الإسرائيليين. تصويب لم يُهدر عبثاً بل تَعيَّن عليه أن يصيبَ المغدور بها شيرين ، فكان المنفّذ مختاراُ إذ المهمة لن تتكرَّر مرتين،معروف رقمه ودرجته العسكرية وكرهه الحق الفلسطيني بميزة المتعصّبين. … ستُطمَس القضية بعد حين ، سيتفرق مَنْ ناشد العدالة حتى الدولية على وقع تجاهل مبرمج بما سيوضع بين قوسين ، لا تُدرك فحواه سوى مراكز مخابرات عالَمَين ، مُتقدم مصلحته فوق كل اعتبار وآخر منحاز للأقوى مهما كانت قناعاته حسب ظروف حلفائه المعنيين . … ألم يكن "خاشوقجي" أمريكي الجنسية مثل شرين فماذا وقع في القضيتين؟؟؟، لاشيء غير ذكرى سيمحوها الزمن مِن قاموس مؤلفه يساوي سياسياً بين الأقوياء الحاكمين، والمغلوبين على أمرهم من المستضعَفين المنبطحين. … دم شرين أبوعقلة صبغ أعناق حكام فلسطين ، بلون مهما حاولوا مسحه بتلك المظاهر الفلكلورية والتصريحات النارية سيشملهم سجل الفاشلين ، بل أتباع مَن يدفع آخر كل شهر رواتبهم ليرددوا نفس الاسطوانة المشروخة غداً سنحقّق وحدة الفلسطينيين، فيصل الغد على اقتناص مَن يُقدَّم قرباناً لإشعال حماس يَتبدّد بوصول غدٍ آخر عساه يقنع مَنْ فهمهم محسوب على المتأخِّرين.