الدولة تلجأ إلى تكميم الأفواه. رغم ان الإجراء جاء متاخرا قليلا إلا أنه يمكن اعتباره آلية من الاليات المفيدة، لو لم تعمل الدولة بمثل (سبق العصى قبل الغنم) بحيث صدر القرار و معه عقوبات زجرية رغم عدم توفر الكمامات بشكل كاف بالمتاجر و الصيدليات، و هذا ليس بغريب على دولتنا العزيزة، اذن فرضت الكمامة و لم يعد الخروج مسموح به إلا و فمك و انفك مكممان. فما علاقة الكمامة بالمغاربة؟ ان الكمامة تاريخ طويل و حضور قوي في موروثنا الشعبي بحيث تعرفنا على الكمامة في عديد المناسبات فالكمامة لغويا حسب المعجم الوسيط للغة العربية تعني غطاء و وعاء الثور و ما يجعل على انف الحمار او البعير لئلا يؤذيه الذباب، و في معجم الغني تعني كمامة ما يكم به فم الكلب او غيره من الحيوانات لئلا بعض أو يأكل. و كمامة الزهرة غطاؤها و غلافها، و هكذا نجد ان الكمامة خاصة لدى الفلاحين حاضرة بقوة فتارة تستعمل على فم العجل او الخروف او الجدي لمنعهم من الرضاعة و بالتالي الحفاظ على الحليب لأغراض أخرى بالنسبة للفلاح، او لارغام الحيوان على التدرب و تعلم اكل الاعشاب، كذلك تستعمل الكمامة البغال اثناء الحرث خاصة إذا صادف ام كان الحقل المقصود بالحرث مجاورا لحفل به محاصيل مزهرة او في طريقها الى ذلك و بالتالي الكمامة هنا تستعمل لمنع البغال او حتى الحمير او الابقار او الثيران حسب الحيوان المستعمل في الحرث من اكل محصول الفلاح الجار، كذلك تستعمل الكمامة للبغل الذي كان يدير الرحى اثناء طحن الزيتون في المطحنة التقليدية التي هي في طريقها الانقراض جراء اجتياح التقنية، و لا ننسى ايضا كونها كانت تستعمل اثناء الدرس البغال او الحمير لئلا تنشغل هذه الحيوانات باكل المحصول عوض درسه مما يسبب خسارة في المحصول او على الاقل عرقلة انجاز مهمة الدرس في وقتها و بسرعة. اذن الكمامة ليست غريبة عن المغاربة الا ان اخر ما كان سيخطر على بالهم هو ان يرغموا اسوة بالحيوانات التي ذكرناها سابقا على ارتدائها، لكن لا بأس في ظل وضع استثنائي ان تتخذ اجراءات استثنائية موضع الكمامة او غيرها، لكن لدي طلب بعد أن ينتهي هذا الوباء و هو ان تفرض الكمامات على ايدي المسؤولين عوض انوفهم و افواههم لتمنعهم من سرقة المال العام. و كل كمامة و وباء الكورونا إلى زوال.