أحمد رباص في خضم الجدل الصاخب الذي أثارته مراسلة الهيئة الوطنية للطبيبات والأطياء المغاربة لسعد الدين العثماني بوصفه رئيس الحكومة في شأن أخذ الوصعية المزرية التي توجد عليها الأطر والمستخدمين في مصحاتها ومشافيها من خلال تمتيعهم بالمساعدات والتسهيلات المنصوص عليها رسميا من أجل التخفيف عليهم من تداعيات الأزمة الطارئة، أصدرت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة للرأي العام تعبر فيه عن رفضها الحديث باسم كافة المهنيين، مؤكدة في الوقت نفسه أنها “ترفض رفضا قاطعا أن يتم الزج بها في صراع وهمي، وأن يتم التشكيك في مواطنتها والتزامها، خاصة في مثل هذه الظرفية التي تمر منها بلادنا والتي تحتاج إلى توحيد الجهود وشحذ الهمم وتعبئة كل الطاقات والموارد المتوفرة”. لعل أقوى نقطة في البلاغ هي تلك التي شددت على أن المصحات الخاصة لم تمنح صلاحية الحديث باسمها أو التعبير عن أي موقف يخصها لأية جهة كيفما كان نوعها، وترفض رفضا قاطعا أن يتم الزج بها في صراع وهمي، وأن يتم التشكيك في مواطنتها والتزامها، خاصة في مثل هذه الظرفية التي تمر منها بلادنا والتي تحتاج إلى توحيد الجهود وشحذ الهمم وتعبئة كل الطاقات والموارد المتوفرة، وتشدد على أنها تتحمل كامل المسؤولية لخدمة الوطن والمواطنين مهما بلغت كلفة هذه الخدمة، لأنها واجب وطني صرف لا يقبل المساومة، وستظل المصحات الخاصة تسخّر كل إمكانياتها وتخدم المغاربة كما كانت تقوم بذلك دوما، وهي تشيد بالكفاءات التي توجد في القطاع الخاص وتفتخر بهم، وتدعو إلى التنويه بالأطباء المغاربة الذين سخروا كل الإمكانيات للمساهمة في تجويد المنظومة الصحية وعلاج المواطنين على الدوام. وشددت المصحات الخاصة على انخراطها مع السلطات الحكومية والصحية لخدمة المواطنات والمواطنين، والمساهمة في علاج الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا المستجد، ومواجهة هذه الجائحة الوبائية والحدّ من انتشارها، مؤكدة أنها ستستمر في هذا العمل إلى حين القضاء على الوباء بشكل نهائي. كما اعلنت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، للرأي العام أن هاجسها الأوحد والوحيد هو انخراطها وتجنّدها ومساهمتها إلى جانب باقي مكونات قطاع الصحة في بلادنا، المدني والعسكري، لخدمة المواطنات والمواطنين، والمساهمة في علاج الحالات المؤكدة إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وتقديم كل الرعاية الضرورية للمرضى من أجل تعافيهم، ومواجهة هذه الجائحة الوبائية والحدّ من انتشارها، إلى حين القضاء عليها بشكل نهائي، وتخليص وطننا ومواطنينا من ضررها الصحي والاجتماعي والاقتصادي. في نفس الإطار، أكدت الجمعية على أنها وضعت 500 سرير رهن إشارة الدولة والمرضى في مرحلة أولى، علما بأن الطاقة السريرية المتوفرة التي يمكن تسخيرها لعلاج المرضى المصابين بكوفيد 19 "قد تصل إلى 9 آلاف سرير، لن تبخل الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة ومعها أرباب المصحات ولو لحظة واحدة في وضعها رهن إشارة الدولة، مشددة على أنها عملت على تجهيز عدد من الوحدات الاستشفائية العمومية بمعدات وتقنيات للتنفس الاصطناعي والإنعاش، كما هو الحال بالنسبة لمستشفى سيدي مومن وكذا مصلحة بمستشفى مولاي يوسف، كما أن إحدى المصحات الخاصة، تستقبل اليوم 30 حالة لمصابين بالمرض، فضلا عن أن المصحات الخاصة قد وضعت كل أطقمها، من أطباء وممرضين، وخاصة أطباء الإنعاش رهن إشارة الوطن، وبالفعل فقد شرع عدد من الأطباء المختصين في الإنعاش والتخدير في القطاع الخاص في العمل بالمستشفيات العمومية، ويقدمون الدعم الكامل لأطباء القطاع العام من أجل التكفل بالمرضى. وجاء في بلاغ ل الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، " أنه ومنذ تسجيل أولى الحالات المرضية بهذا الفيروس، عقدت اجتماعات متكررة لتنسيق وتوحيد جهودها لخدمة الوطن والمواطنين، وعبأت كل الموارد والإمكانات التي تتوفر عليها، وقامت بالتنسيق مع السلطات الصحية المختصة في وزارة الصحة، وهي لن تدّخر جهدا في تقديم كل الرعاية للمواطنين والمواطنات، مشددة على أنها وإلى جانب مساهمتها في التكفل بالمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، فقد خصصت مصحات للتكفل بحالات مرضية أخرى بالمجان، كما هو الشأن بالنسبة للحوامل اللواتي يوجدن في حالة وضع، واللواتي لا يمكن أن يتوجهن للمستشفيات العمومية في الظرف الحالي، تفاديا لاحتمال نقل العدوى إليهن وإلى مواليدهن، وبالفعل فقد شرعت المصحات الخاصة في استقبال هذه الحالات وتتم عملية الولادة بالمجان. ولفتت المصحات الخاصة في بيانها إلى أنها تتحمل كامل المسؤولية لخدمة الوطن والمواطنين “مهما بلغت كلفة هذه الخدمة، لأنها واجب وطني صرف لا يقبل المساومة”، وستظل “تسخّر كل إمكانياتها وتخدم المغاربة كما كانت تقوم بذلك دوما”. في نهاية بلاغها أكدت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، أن بلاغاتها واضحة المصدر، ومخاطبيها كذلك، وقنوات الاتصال بها والتواصل معها مفتوحة في وجه كل الصحافيات والصحافيين، لتقديم كل التوضيحات المطلوبة والإجابة عن كل التساؤلات، وبهذه المناسبة تنوّه الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، بالصحافة الجادة والمسؤولة، التي تحرص على أخذ الأخبار من مصادرها الرسمية، وتشيد بعلاقة الثقة التي تربط الجمعية بالصحافيين والصحافيات، وتحييهم بالمناسبة على عملهم الجبار لتغطية كل ما يرتبط بالجائحة الوبائية، من أخبار وتغطيات وتحقيقات، داعية إياهم إلى اتخاذ الحيطة والحذر واعتماد سبل الوقاية أثناء القيام بمهامهم في تنوير الرأي العام وتقديم خدمة إعلامية، مهنية، جادة، ومسؤولة، للمواطنات والمواطنين. والجدير بالذكرأن الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء قد وجهت رسالة إلى رئيس الحكومة حول وضعية المصحات والعيادات الطبية، تلتمس فيها منه “أخذ هذه الوضعية الاستثنائية بعين الاعتبار، وإيجاد حلول ناجعة لتستفيد المصحات والعيادات الطبية من الإعفاءات والتسهيلات الضريبية وكذا الإجراءات المتعلقة بصندوق الضمان الاجتماعي، وكل إجراء متاح”.