كرونا كوفيد سارس 19 دروس و عبر لا شك ان جائحة كرونا حدث القرن بما استطاع هذا الفيروس ان ينتجه إن على مستوى الوفيات المسجلة لحد الان أو على مستوى الشلل الذي احدثه عالميا، على كافة الأصعدة ( الاقتصادية، المالية، السياسية، الرياضية،السياحية……الخ) إلا أنه اجبر البشرية خاصة مفكريها على إعادة صياغة الأسئلة الكبرى و الحقيقية حول جدوى الحياة و الغاية منها و كيف يجب ان نحياها والمصير الذي نسير إليه و غيرها من الأسئلة الفلسفية الوجودية. كرونا و الإجراءات السياسية والطبية المفروضة بغية الحد من انتشاره و العمل على محاصرته في أفق ايجاد لقاح له أو بالاحرى علاج نهائي. كلها اجراءات ابانت عن عورات الشعوب التي تغط في نوم الجهالة والأسطورة، و هذا من حسنات هذا الفيروس على الإنسانية و تاريخها حيث أثبت ان الفكر الخرافي و الاسطوري لا يمكن ان يكون سلاحا، يعول عليه في هذه المواجهة، لكن تجار هذا الفكر لن يستسلموا بسهولة في هذه المعركة التاريخية و المصيرية، لذلك لن يتوانوا في العمل بكل ما يملكون من وسائل لإعادة توطينه – بعدما بدأ يترنح تحت ضربات الواقع – في عقول الناس من قبيل ( جند الله، و الابتلاء و العقاب الالهي…..الخ ) و غيرها من المبررات التي طالما نجح هؤلاء في بثها كسموم تعمل على قتل الفكر العلمي و العقل النقدي. المسيرات التي خرجت البارحة ليلة السبت 21 مارس 2020 بمدن المغرب شاهدة على ما اقول، إنها رقصة الفكر التكفيري الخرافي الأخيرة قبل ان تستفيق الجماهير من مخدر تاريخي أصاب عقلها بعطب منذ عهد الرازي و ابن النفيس ……و غيرهم كثير و حكم على خير امة اخرجت للناس بالتخلف الحضاري. فلتكن المناسبة فرصة تاريخية للنهوض و إعادة الاعتبار للعقل و العقلانية العلمية. و هناك دروس اخرى ايضا لابد من الإشارة إليها سواء السياسية أو الاقتصادية دروس اوجزها باختصار وعلينا ان ناخذ بها بعد انتهاء جائحة الكورونا و الاستعداد لجائحات اخطر ما دمنا أمام صراع الجبابره من الرأسماليين الذين لن يترددوا في نسف الكوكب الارضي و من عليه من أجل غرورهم و كبريائهم و من أجل قبل كل ذلك المزيد من الأرباح. إنه درس الصين اولا بثقافتها التي غرسها ذات مرة ماو تسي تونغ الشيوعي، و ثانيها ان القطاع الخاص هو اكبر خطر يهدد كيان الامم في مثل هذه الظروف و رسالة رابطة ارباب المدارس الخاصة للحكومة المغربية خير دليل على ما اقول، و بالتالي ضرورة إعادة تاميم كل القطاعات التي تمت خوصصتها خاصة الاجتماعية منها ( الصحية و التعليمية..) و الدرس الأكبر هو ان نكون اكثر سخاء على مستوى الميزانية المخصصة للتعليم و الصحة و إعادة الاعتبار للعاملين بهذين القطاعين مع الاعتذار لهم عن الإساءة التاريخية ، فبالعلم و المعرفة وحدها نحارب الأوبئة و ليس بالخرافة .