برشلونة : مصطفى منيغ الصراحة شِيمَة التشخيص الدَّقيق المُكَوِّنُ الأساس للموقف المُعلَن بالقول النَّاطق به المُنسجم بالحق مع الحق بلا مجاملة أي طَرَفٍ مقصود ، على آخَر بأي دافعٍ من الدوافع النَّفْعيَّة مَسْنُود ، الصراحةُ مَكسَبٌ ثمين يُيَسِّر الحَسْمَ مهما كان الموضوع المُتَحَدِّي ظُلْم الظَّالم حاضراً كان أو غير موجود ، مستغلاً مقامه وما عليه من نفوذ ، متخيلاً غيابه رداً على تَبْخِيسِ الطالبين حقوقهم وإعلاناً عن وصولهم باباً حديدياً سيظلّ قُدَّامَهُم مسدود، الصراحةُ عنوان ثِقة في نفس مَن اعتَمَدَها مُستوفية الشروط غير ناقصة مُبتدئة بامتلاك أصحابها المعلومة الصحيحة والرُّوية الكافية المفعمة بالقدرة الفكرية على التحليل الفوري لأبعادِها والاستعداد الاستثنائي لمواجهة عوائق ما قد ينتج ممَّن يأكلون الثمرة ويبلعون النواة للتخلص من الدليل الموجود ، الصراحةُ إرضاءٌ للضمير ونمو طبيعي لخلايا مخ منشغلة بتنظيف العقل من اغراءات تُعاكس الخط القويم الواجب توجيه المَعْنِي لأخذه وعلى مزاياه التعوُّد ، وتطور يُضرب به المثل داخل وسط غيبته موجة فاسدة عن أخلاق سادت حينما كانت الكلمة شرف المُتَفَوِّه بها إن ضاعت ضاعَ ضِياع الرجل الجَارُود ، الصراحةُ حديثٌ على المُصَرِّح به عَدَم المُغادرة عن عَجَلٍ بفرط وَجَل بل المكوث عن ثبات لسماع الرَّد وإن صدر عمَّن شبَّه صوته الباطل بزئير الأسود ، مادامت النتيجة مسطَّرة على ارض تنبث الشوك المكروه وخزه المتوَّج بالمحبوب من الورود. … لذا وبصراحة تزيد عن كونها مطلقة أنها مسؤولة ، نتشبث من خلالها على موقف ثابت مستوفي شروط التأثير على مَن جَانب الصواب، أن ايران في اعتداءاتها المتكررة على العراق ترتكب جريمة التدخل المباشر والشنيع في شؤون لا تخصها من قريب أو بعيد، لتزكية كل صنوف الفتنه الأشد من القتل، دافعة بالخراب ليطال امة عراقية آمنة كانت لولا مَكْر خُطِّط له في “قُم” من طرف عقول خالية من الرحمة ، بعيدة ما تكون عن أحاسيس البشر ورغباتهم الدائمة في العيش بسلام في ديارهم مهما كان مقامها داخل الاتجاهات الأربع ، وبالفاعل تكون مناقضة لتعاليم الأديان القائمة على نشر المحبة والتسامح والتعاون والتضامن والأخذ بما هو أقوم . … بما عساها تستفيد ايران هذه ، ما دام اقتصادها بلغ ما دقَّ ناقوس الخطر منبهاً عن مجاعة أصابت جزءً من الشعب الإيراني المحكوم من طرف جماعة فُرْسٍ لا تمثل أغلبية السكان بل جزءً بسيطاً منه ؟؟؟، ما الفائدة من فرض سياستها التوسعية على حساب تشرُّد شعوب مغلوبة على أمرها لظروف معينة بالتأكيد غير دائمة ، مًبدِّدة أموالها إرضاءً لمصاريف عملائها المنتشرين حيثما زرعوا الفتنة كالحاصل الآن في العراق الذي بما يمثله من عمق محمود في أعماق أحرار الإنسانية الممتدة بغير حدود ، الذي سيكون السبب (والأيام بيننا) في تلقين حكام طهران (بما لهم وما عليهم) درساً سيذكره التاريخ وهو يروي للأجيال بكل لغات الأرض عن صمود دولة العراق لسل شوكة الغدر الإيراني من جسدها الشريف بواسطة ثورة عازمة على اقتلاع فساد العمائم السود بكل التضحيات المتصاعدة المنتهية بنصر أكيد.