بقلم : عبدالنبي التليدي شاءت الصدفة ان أصبح هذا اليوم 18 نوفمبر ، الذي تقرر أن يكون عيد استقلال المغرب ، في جماعة تعد من اكبر قرى جماعات جهة الغرب الشراردة هي أقرب إلى قرية كبيرة ، بحكم مظهرها العام وطابعها الاقتصادي واوضاعها الاجتماعية، منها الى مدينة وجزء شاسع من سهول الغرب ، الغنية بخيراتها التي كان بإمكانها أن تجعل من قرإها مدنا تتمتع بكل مواصفات المدنية وشروط التمدن كما هي متعارف عليها في العالم حيث الدول التي احترمت تاريخها وعملت على تحقيق ما يجب تحقيقه من عز لشعوبها وكرامة لكل أفرادها وهناء لجميع أبنائها بعد تحقيق استقلالها ، خاصة إذا اعتبرت السنوات الستون ونيف التي مرت على الاستقلال الرسمي للمملكة المغربية عن الاستعمار الرسمي والقديم الذي تم بمقتضى عقد الحماية الفرنسية الموقع سنة 1912 من لدن السلطان عبدالحفيظ. ولكن سنوات الاستقلال المديدة لم تستطع أن تجعل منها أكثر من قرى عشوائية يميزها كل شيئ لا علاقة له بالحضارة او يجعلها قريبة الى المدنية ، بقدر ما اصر المسؤولون في الوطن على ان تبقى حبيسة شروط شبيهة الى حد كبير بعهد الاقطاع الفلاحي حيث يسود نظام الاستغلال الذي يماثله كثيرا ويشبهه في تقسيم المجتمع الى سادة وأشباه عبيد ، وتنتمي إلى حياة البداوة ولكن في إطار من الإدارة التي تراقب حركات الناس اينما حلوا او ارتحلوا وتتساءل عن أسباب سكناتهم حين يسكنون ويسكتون وتحصي أنفاسهم التي أضحت مكبوتة من شدة الصمت و الضغط والخوف… دون أن تكلف هذه الادارة الترابية او الجماعة المحلية نفسيهما ، عناء تدبير شؤون حياتهم في سبيل العمل والعلم والصحة والسكن كما يفترض في اي تدبير سليم عصري وحداثي كما يدعى به في الخطب والأخبار ، أو تهتم بشروط عيشهم في تهيئة البنيات التحتية والفوقية و في مجالات النظافة و الخدمات والترفيه او في غيرها من الشروط التي من شأنها تجعلهم يشعرون بوطنيتهم الحلم في وطن ضحى أجدادهم وأباؤهم بأرواحهم وأموالهم من أجل استقلاله عن الاستعمار الذي يظهر انه قد خرج من النافذة ورجع من الباب وخاصة ال ساركوزي وأهل ماكرون… والى ان تتغير السياسة عندما يغير القوم ما بأنفسهم و يريد أهلها والمتحكمون في خيوطها واللاعبون بكراكيز الأحزاب والجمعيات والموجهون بإتقان منقطع النظير بشكل استثنائي لقطع لعبة الشطرنج ، وتتغير الاحوال والأوضاع من شان الى شأن ومن عهد ساد ويسود الى عهد ما زال في عالم الغيب والشهادة لان البحث العلمي في واقعنا أصبح غير ممكن والتفكير المعمق في مستقبل الوطن وابداء الراي الحر فيه اضحى شبه ممنوع ان لم يكن ممنوعا في الغالب ، انتظروا القادم من 18 نوفمبر من كل عام وفي في مغرب تبحثون فيه عن استقلالكم في الحرية والكرامة الاجتماعية …