محمد عزلي يصدر للكاتب المغربي والباحث في الشأن الديني ذ.منتصر حمادة كتاب [الخطاب الوعظي المعاصر: مساهمة في نقد ظاهرة “الدعاة الجدد”] عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية. يقع الكتاب في 155 صفحة، قسم إلى ثلاثة فصول (1- الخطاب الوعظي: التراكم البحثي والتواضع النقدي) (2- الخطاب الوعظي: المعالم الكبرى والأسئلة المعلقة) (3- الخطاب الوعظي: الأفق النقدي والبدائل النظرية)، يناقش من خلالها بأفق نقدي، موضوعا مهما يتعلق ب “خطاب الدعاة الجدد” الذي انتشر خلال السنوات القليلة الماضية عبر القنوات الفضائية خصوصا، والذي ازدهر أكثر خلال ثورات ما يعرف بالربيع العربي، أو الفوضى الخلاقة بتعريف المؤلف، والمرحلة التي تلتها. كما يفحص علاقة ذلك الخطاب بظاهرة التدين والثقافة الدينية عموما في المجتمعات المسلمة. ويتناول واقع الخطاب الديني الرسمي الذي تبشر به مؤسسات الدولة الحديثة، والحاجة الملحة إلى تجديد مضامين الخطاب الوعظي وأسلوبه لتأمين التفاعل الواعي والإيجابي لمسلمي العالم المعاصر، بمختلف ولاءاتهم الوطنية وانتماءاتهم الثقافية، مع مقتضى النوازل الفقهية والتحديات المعرفية المعاصرة. كما يركز الكتاب على تشخيص أعطاب خطاب الدعاة الجدد، وتداعياتها السلبية على الوعي الديني، من خلال نماذج مختارة من الساحة الإعلامية العربية، وقد تم التركيز على اسمين اثنين: (الداعية المصري عمرو خالد، والداعية السعودي محمد العريفي)، مستفيدا من الرصيد البحثي الذي أنجز حول الموضوع، ويقترح مخرجات علمية لتصويبه وتقويمه وجعله عاملا في خدمة الاستقرار والتنمية. وفي تعليق عن مضمون الكتاب، يقول المؤلف: قمنا في هذا الكتاب بتطبيق قاعدة “كل يؤخذ من كلامه ويرد”، مع التركيز على ظاهرة “الدعاة الجدد”. لا نتوقف نقدياً هنا عند الخطاب الوعظي في المؤسسات الدينية، ولو إنه تضمن بعض الإشارات العابرة، أو الخطاب الوعظي عند الحركات الإسلامية الدعوية، من قبيل جماعات “الدعوة والتبليغ” وتيارات “السلفية التقليدية”، وإنما يهم النقد القائم على ثنائية التقييم والتقويم.